توقعت مصادر ليبية مطلعة أن يؤدي سقوط نظام العقيد معمر القذافي إلى كشف ملابسات عدد من الجرائم والعمليات الأمنية التي نفذتها الأجهزة التابعة له خلال عهده الذي امتد أكثر من أربعة عقود، وبينها إخفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام موسى الصدر واخفاء وزير الخارجية الليبي السابق منصور الكيخيا. ورجحت أن يؤدي تفكك النظام إلى العثور على مستندات تدحض بعض الروايات التي استندت أحياناً إلى معلومات تضليلية كان نظام القذافي يتعمد تسريبها في بعض الأحيان، مستفيداً من شبكة إعلامية واسعة نجح في بنائها. ولفتت المصادر إلى رواية جديدة تتعلق باختفاء منصور الكيخيا نشرها الصحافي الفرنسي جان لوي غورو في مجلة «جون افريك» واستند فيها إلى أقوال وزير الخارجية الراحل ومدير الاستخبارات ابراهيم البشاري الذي كان سفيراً لبلاده في القاهرة أثناء اختفاء الكيخيا فيها. وينقل غورو عن البشاري أن ليبياً هو يوسف نجم، عارض لفترة ثم عاود الالتحاق بالنظام، تولى الاتصال بالكيخيا. وأضاف أن السلطات علمت برغبة الكيخيا في زيارة القاهرة للمشاركة في مؤتمر عن حقوق الإنسان فكلفت وحدة أمنية خاصة أن تعرض على الكيخيا العودة إلى النظام في مقابل تعيينه سفيراً لدى اليونيسكو وتعويض مريح وتصفيته في حال رفض العرض. وتفيد الرواية أن المجموعة الخاصة غادرت طرابلس إلى القاهرة في كانون الأول (ديسمبر) 1993 ونزلت في فندق «ماريوت» من دون أن تخطر السفارة الليبية في العاصمة المصرية، ما أثار حفيظة البشاري حين علم بوجودها. وذكر غورو أن الكيخيا وصل القاهرة في الثامن من كانون الأول ونزل في فندق «امباسادور». وبحسب أقوال أحد العاملين في الاستقبال، فإن الكيخيا خرج مساء العاشر من ذلك الشهر من الفندق برفقة شخص، ربما يكون من تولى الاتصال به أصلاً، وتوجها سيراً على الأقدام نحو وسط المدينة ثم انقطعت أخبار الكيخيا. وكانت روايات أخرى تحدثت عن تخدير الكيخيا ونقله إلى الأراضي الليبية حيث لاقى مصيره.