في عالم غير حقيقي، ترى امرأة شبه عارية، تستلقي على أريكة وثيرة، وشفاه منتفخة، ونظرات جائعة، تتوسل لك من أجل شراء زجاجة عطر في إعلان ما، أما في الواقع فحال النساء مختلفة تماما، إذ أن الفجوة بين الخيال والواقع واسعة جدا.. ومؤذية. وتتعزز الصورة النمطية تلك للجمال والمراة، وفقا لخبراء، من حقيقة أن المرأة تتعرض لحملة "التسليع" أكثر من أي وقت مضى، وذلك بفضل وابل مستمر من الصور عبر جميع أشكال وسائل الإعلام، كثير منها يعكس منتجات أصبحت ترتبط بظهور المرأة بمفاتنها إلى جانبها. وتقول الناشطة جنيفر سيبيل نيوسوم: "نحن نعيش في مجتمع جنسي حيث المرأة تتطلع الى القيام بأشياء عظيمة، غير أن السقف ما زال هناك بسبب الطريقة التي تصور فيها وسائل الإعلام النساء.. هذا يؤثر في ثقافتنا ويملي علينا قيمنا وقواعد الجنس." ويعتبر الفيلم الوثائقي الذي أعدته نيوسوم، تحت عنوان "ملكة جمال التمثيل،" أحدث معركة سينمائية في الحرب ضد تصوير الجمال في "وسائل الإعلام،" وهو مصطلح يستخدم لوصف جميع أشكال وسائل الاتصال الجماهيري، من الانترنت، والتلفزيون والسينما والمجلات والراديو والإعلان. وتقول كارولين هيلدمان، الأستاذة في جامعة أوكسيدنتال، والمتخصصة في انعكاس الجنس والعرق في الإعلام، إن "عدد الصور الموجودة حاليا في وسائل الإعلام تعني أن المعلنين يعانون صعوبات في الوصول، ما يدفعهم لجعل المحتوى عنيفا أو جنسيا من أجل جذب اهتمام المستهلكين." وتضيف: "من ناحية اخرى، فإن البحوث التي أجريت في السنوات العشر الماضية تظهر فداحة الأضرار التي تسببها ظاهرة التلسيع، والتي تتمحور حول الفكرة القائلة إن قيمة الشخص تكمن في كمية الجاذبية الجنسية التي يمكن عكسها للعالم الخارجي." ووسط ضجيج العصر الحديث، هناك منظمات آخذة في الظهور على الانترنت تراقب من وراء الكاميرا لخلق علامة خاصة من النشاط الاجتماعي، من خلال انتاج أفلام وثائقية مثل "ملكة جمال التمثيل،" تشكل بداية سلسلة من المناقشات على الشاشة الكبيرة وعبر وسائل الاعلام الاجتماعية. وتقول نيوسوم "نحن جزء من حركة أكبر من أناس ضاق بهم ذرعا.. إذ بدأوا يتابعون وسائل الاعلام في كل مكان.. ويلاحظون التركيز على التواصل الجنسي المفرط، والصور شبه الإباحية بمعدلات غير مسبوقة.. لقد سئموا من الوضع الراهن." وتشير الناشطة إلى أن الأمر ليس مجرد قضية للمرأة، إذ أنه "الموضوع الذي يلقى صدى لدى آباء وأخوة الفتيات الصغيرات." ويكمن هدف النشطاء في خلق معرفة وثقافة في وسائل الاعلام، بحيث أن المثل العليا للجمال وإن كانت لا تتغير، فإن على الناس تغيير الطريقة التي يتفاعلون بها معها، من أجل إصلاح السياسات، وتشديد القواعد المنظمة للصور في وسائل الإعلام. ويبدو أن الأفلام الوثائقية تلك بدأت تؤثر في الناس في الولاياتالمتحدة على الأقل، فبعد أن شاهدت هيلاري تون فيلم "ملكة جمال التمثيل،" أرسلت رسالة إلى رئيس تحرير مجلة "واشنطونيان،" تنتقد فيها استخدام المجلة لامرأة عارية على غلافه