نظمت الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في قطاع الآثار والمتاحف، مؤخراً دورة تثقيفية لأصحاب المتاحف الخاصة، وذلك في المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض. وتضمنت الدورة إلقاء محاضرتين الأولى بعنوان "العرض المتحفي" وألقاها الدكتور سعيد بن دبيس العتيبي مدير إدارة المنظمات والعلاقات الخارجية بالهيئة العامة للسياحة والآثار،وتحدث خلالها عن أنواع العرض المتحفي ووسائله ومكملاته، وأفضل طرق العرض. وقال إن "مدراس العرض المتحفية متنوعة ومتعددة،منها مدارس العرض الزمنية التي تعرض مجموعة آثار لفترة زمنية محدودة أو حضارة معينة، ومدارس العرض النوعي التي تعرض مجموعات أثرية من نوع واحد، مثل قاعة المخطوطات، وقاعة المعادن، وقاعة المصكوكات"، مشيراً إلى أن هناك مدارس للعرض الموضوعي،وتعرض المجموعات الأثرية التي تشكل موضوعاً واحداً وفق نوع وزمن المعروضات مثل الزراعة. أما المحاضرة الثانية التي حملت عنوان "أسلوب صيانة القطع الأثرية" وتحدث فيها عبدالرزاق شلبي فني الترميم بالهيئة العامة للسياحة والآثار، فركزت على أهمية ترميم القطع الأثرية الموجودة لدى أصحاب المتاحف الخاصة، وكيفية المحافظة عليها. وأكد أن وجود معامل لصيانة القطع الأثرية أمر حيوي وضروري في المتاحف، وذلك لإنقاذ وترميم وصيانة هذه القطع، وقال إننا في معامل الهيئة العامة للسياحة والآثار نتعامل مع مجموعات أثرية أعمارها آلاف السنين، وتتعرض لعوامل التعرية وسوء التخزين والكسر والتخريب أثناء استخراجها العشوائي من بطون الأرض. وعرض المحاضر نماذج لأعمال معالجة وترميم قطع أثرية، وتحدث عن طرق التعامل مع العوامل البيئية التي تؤثر على القطع المعروضة في المتحف مثل الرطوبة والحرارة وبعض الآفات الحيوية. وفي ختام الدورة قام المشاركون بزيارة ميدانية لمختبرات صيانة القطع الأثرية في المتحف الوطني. وأكد أصحاب المتاحف الخاصة استفادتهم من هذه الدورة،داعين الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى تنظيم المزيد من هذه الدورات، وإقامة معرض خاص بهم، والاستمرار في عقد اجتماعات مع ملاك المتاحف الخاصة. ثم اصطحب نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور على بن إبراهيم الغبان، أصحاب المتاحف الخاصة المشاركين بالدورة في جولة ميدانية داخل المتحف الوطني. ونبه الغبان خلال الجولة بخطورة نبش المواقع الأثرية طمعاً في الحصول على الكنوز والكسب المادي السريع،مؤكداً أن هذا من شأنه تدمير أهم الأدلة التي تحتويها هذه المواقع من معلومات مهمة تفيد في دراسة تاريخ الجزيرة العربية. وطالب الغبان أصحاب المتاحف الخاصة بضرورة تسجيل وتوثيق المقتنيات الأثرية الموجودة في متاحفهم، من خلال إعطاء بطاقة هوية لكل قطعة يتم توثيقها، مشيراً إلى أن تسجيل المقتنيات يضمن عودتها من أي مكان في العالم في حالة سرقتها أو فقدانها بموجب رقم هويتها، وذلك في إطار الاتفاقيات الدولية المتعارف عليها والخاصة بحماية التراث العالمي. ولفت النظر إلى أن القطع غير الموثقة من الصعب استرجاعها في حالة فقدانها بسبب عدم وجود هوية خاصة بها. مما يذكر أن تنظيم هذه الدورة يأتي في إطار تنفيذ توصيات الملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة الذي عقد العام الماضي في المتحف الوطني، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث أوصى اللقاء بتنظيم دورات تدريبية لأصحاب المتاحف الخاصة والعاملين فيها على مستوى المناطق.