نبه الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار أصحاب المتاحف الخاصة بخطورة نبش المواقع الأثرية طمعاً في الحصول على الكنوز والكسب المادي السريع، وقال" ان هذا من شأنه تدمير أهم الأدلة التي تحتويها هذه المواقع من معلومات مهمة تفيد في دراسة تاريخ الجزيرة العربية". وأكد في حديثه للمشاركين بدورة تثقيفية لأصحاب المتاحف الخاصة، بالمتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض الأسبوع الماضي على ضرورة تسجيل وتوثيق المقتنيات الأثرية الموجودة في متاحفهم، من خلال إعطاء بطاقة هوية لكل قطعة يتم توثيقها، مشيراً إلى أن تسجيل المقتنيات يضمن عودتها من أي مكان في العالم في حالة سرقتها أو فقدانها بموجب رقم هويتها، وذلك في إطار الاتفاقيات الدولية المتعارف عليها والخاصة بحماية التراث العالمي، مشيراً إلى أن القطع غير الموثقة من الصعب استرجاعها في حالة فقدانها بسبب عدم وجود هوية خاصة بها. ونظمت الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في قطاع الآثار والمتاحف، ، وذلك في إطار تنفيذ توصيات الملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة الذي عقد العام الماضي بالرياض، حيث أوصى اللقاء بتنظيم دورات تدريبية لأصحاب المتاحف الخاصة والعاملين فيها على مستوى المناطق. وتضمنت الدورة إلقاء محاضرتين الأولى بعنوان "العرض المتحفي" وألقاها الدكتور سعيد بن دبيس العتيبي مدير إدارة المنظمات والعلاقات الخارجية بالهيئة العامة للسياحة والآثار، وتحدث خلالها عن أنواع العرض المتحفي ووسائله ومكملاته، وأفضل طرق العرض. وقال العتيبي في محاضرته إن "مدارس العرض المتحفية متنوعة ومتعددة، ومنها مدارس العرض الزمنية التي تعرض مجموعة آثار لفترة زمنية محدودة أو حضارة معينة، ومدارس العرض النوعي التي تعرض مجموعات أثرية من نوع واحد، مثل قاعة المخطوطات، وقاعة المعادن، وقاعة المصكوكات".وأضاف ان هناك مدارس للعرض الموضوعي، وتعرض المجموعات الأثرية التي تشكل موضوعاً واحداً وفق نوع وزمن المعروضات مثل الزراعة. أما المحاضرة الثانية والتي حملت عنوان "أسلوب صيانة القطع الأثرية" وتحدث فيها عبدالرزاق شلبي فني الترميم بالهيئة العامة للسياحة والآثار، فركزت على أهمية ترميم القطع الأثرية الموجودة لدى أصحاب المتاحف الخاصة، وكيفية المحافظة عليها. وأكد شلبي أن وجود معامل لصيانة القطع الأثرية أمر حيوي وضروري في المتاحف، وذلك لإنقاذ وترميم وصيانة هذه القطع، وقال إننا في معامل الهيئة العامة للسياحة والآثار نتعامل مع مجموعات أثرية أعمارها آلاف السنين، وتتعرض لعوامل التعرية وسوء التخزين والكسر والتخريب أثناء استخراجها العشوائي من بطون الأرض. وعرض المحاضر نماذجا لأعمال معالجة وترميم قطع أثرية، كما تحدث عن طرق التعامل مع العوامل البيئية التي تؤثر على القطع المعروضة في المتحف مثل الرطوبة والحرارة وبعض الآفات الحيوية، وفي ختام الدورة قام المشاركون بزيارة ميدانية لمختبرات صيانة القطع الأثرية في المتحف الوطني.