لم يعد التحكم بالتلفاز صوتيا أو بحركة يد أو حتى تحديث صفحة إنترنت بنظرة، من ضروب الخيال.. فمستقبل جديد يبزغ مع واجهات إلكترونية جديدة لا تحتاج إلى مفاتيح ولا إلى لوحة مفاتيح ولا إلى فأرة كومبيوتر. ويقول ديريك لي صاحب الشركة الأمريكية "زينون" خلال المعرض الدولي السنوي "إنترناشونل كونسيومر إلكترونيكس شوو" المنعقد في لاس فيجاس في ولاية نيفادا في غرب الولاياتالمتحدة: إن الأجهزة تزداد ذكاء اليوم، بدءا بأجهزة التلفزيون التي تنفتح أكثر فأكثر على عالم الإنترنت. وتكمن الحداثة بالنسبة إليه في التحكم عن بعد بالتلفزيون إما بواسطة أجهزة شبيهة بمقبض جهاز ألعاب "وي" المحمول من "نينتندو"، أو من دون أي جهاز كما هي الحال في نظام الاستشعار عن بعد "إيرموف".
وقد اعتبر نظام ألعاب "كاينكت" من "مايكروسوفت" الذي لا يحتاج إلى مقبض للتحريك منعطفا مهما في نهاية عام 2010، وأظهر أنه من الممكن التحكم بأجهزة الألعاب المحمولة من خلال أجهزة تستشعر الصوت أو الحركة. وقد تخطت مبيعات "ماينكت" جميع التوقعات مع بيع أكثر من 18 مليون جهاز في العام 2011، مما أعطى زخما جديدا للقطاع المتخصص في هذه الواجهات الإلكترونية الجديدة. لكن في المقابل، "لو باء هذا الجهاز بالفشل لكانت ضربة قاسية للقطاع امتدت تداعياتها على سنوات عدة"، بحسب ما يقول فيرجيل ديلبورت نائب رئيس التسويق في الشركة البلجيكية "سوفتكينيكتيك" المتخصصة في تكنولوجيات استشعار الحركات التي تنافس تلك التي طورت "كاينكت". ويشرح فيرجيل ديلبورت أن "التطبيق الأول كان ترفيهيا" ثم بات شبه طبي من خلال تحليل حركات المرضى في دور العجزة أو خلال خضوعهم لتمارين المعالجة بالحركة، وقد أمسى كذلك رياضيا بهدف إتقان ضربة غولف مثلا. ويضيف أن هذا النظام سيعتمد على المدى الطويل في "الكمبيوترات المحمولة والأجهزة اللوحية"، في تطبيقات لا تخطر على بال. وكان مدير شركة "مايكروسوفت" ستيف بولمر قد أعلن الثلاثاء أن نظام "كاينكت" سيتماشى مع الكمبيوترات التي تستخدم برمجية "ويندوز" ابتداء من الأول من فبراير/ِشباط. وفي هذا السياق، تعول شركة "بوديميتريكس" البريطانية على استخدام أنظمة التعرف على مقاييس الجسم في قطاع التوزيع، حيث قد تساعد مثلا المشتري في اختيار مقاس السروال المناسب او تيسير المشتريات الإلكترونية من المنزل. ويقول مدير الشركة سوران جوناتيلاك "يتم إرجاع ما بين 30% و40% من المشتريات التي تتم إلكترونيا" لأنها لا تناسب المشترين، لكن الوضع قد يتغير إذا تمكن المشتري من استنساخ مقاييسه على الكمبيوتر بفضل نظام يشبه "كاينكت" وتجربة الملابس افتراضيا، مما يسمح بتفادي المفاجآت غير السارة. ومن المرتقب قريبا اعتماد تكنولوجيا التتبع بالنظر بفضل أجهزة الاستشعار التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء والتي تعدها شركة "توبي" السويدية. وتستخدم هذه التقنية منذ سنوات لدراسة ردة فعل المستهلكين في مجال الاستطلاعات الخاصة بالسوق مثلا، وقد بلغت مستويات عالية من التطور، حيث يمكن لمؤسس شركة "توبي" جون إلفيسجو أن يحدث صفحة إنترنت أو يطلق التطبيق الموسيقي "سبوتيفاي" بنظرة واحدة على "أول كمبيوتر محمول يتم التحكم به بصريا". ويشرح "يصعب تفسير المعطيات التي يقدمها البصر"، لكن بات من الممكن اليوم اعتماد هذا النظام في الأجهزة الميسرة للعامة بما فيها الألعاب وأجهزة الكمبيوتر.