لقي 17 شخصا حتفهم على الأقل الجمعة 16 سبتمبر 2011 على يد قوات الأمن السورية في مناطق متفرقة من البلاد، فيما تدخل المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد شهرها السابع. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن ستة قرويين قتلتهم فرق القناصة التابعة للقوات العسكرية التي تلاحق المنشقين في الحلفاية الواقعة في حماة بوسط البلاد. وأضاف المرصد أن المدنيين الأحد عشر الآخرين قتلوا خلال مداهمات قوات الامن في مدن حمص بوسط سورية وجبل الزاوية التابعة لمحافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا. وقال نشطاء عبر الإنترنت إن دمشق شهدت خروج مظاهرات مناهضة للنظام في حي الزبداني رغم التواجد الأمني المكثف . وقال الناشط السوري عمر إدلبي المتحدث باسم "لجان التنسيق المحلية للثورة السورية" لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن قوات الأمن حاصرت المساجد في منطقة "الميدان" للحيلولة دون اندلاع احتجاجات. ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن نشطاء قولهم إن قوات الأمن كانت تطلق النار بشكل عشوائي صوب المتظاهرين في مدينتي حمص وحماة المضطربتين. كما ذكر تقرير المحطة الإخبارية أن قوات الأمن اجتاحت بلدة بصرى الحرير في محافظة درعا جنوبي البلاد، حيث سمع دوي إطلاق نار مكثف. ونشرت القوات السورية دبابات ووحدات عسكرية بطول البلاد وعرضها استعدادا لاحتجاجات حاشدة مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد. وخرج النشطاء في مظاهرات ضخمة اليوم تحت شعار "ماضون حتى إسقاط النظام" عقب صلاة الجمعة كما هي عادتهم كل أسبوع منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف آذار/مارس الماضي. وقال عمر إدلبي ل "د ب أ" إن المسيرات والمظاهرات لن تتوقف مهما كانت الوسائل الوحشية التي يستخدمها النظام ضد المتظاهرين. في الوقت نفسه اتهمت الحكومة السورية الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية ب" السعي نحو تشجيع تدخل خارجي في سورية". وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن السفير يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية تقدم بمذكرة احتجاج رسمية "شديدة اللهجة إلى العربي بعد لقائه أمس الأول أشخاصا يدعون تمثيل المعارضة السورية واستلامه منهم ورقة تتضمن مجموعة من المطالب التي تستهدف استحضار جميع أشكال التدخل الخارجي السافر بما فيها العسكري في الشأن السوري الداخلي ". وأعرب أحمد في المذكرة عن استغرابه وقلقه العميق من هذه الخطوة التي "تشكل سابقة خطيرة في العمل العربي المشترك في أن يقدم أمينها العام على مثل هذا التصرف غير المدروس متجاوزا صلاحياته وتفويضاته ومهامه التي حددها ميثاق الجامعة ونظامها الداخلي ومتناقضا مع حقيقة راسخة وهي أنه الأمين العام لمنظمة إقليمية تمثل حكومات الدول العربية". ولم يصدر تعقيب على الاتهامات السورية من قبل الجامعة. في الوقت نفسه واصلت قوات الأمن السورية شن حملات دهم وتفتيش واسعة النطاق بحثا عن المنشقين، شملت أيضا محيط الحدود اللبنانية- السورية. كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا الخميس 15 سبتمبر لتحرك دولي "منسق" ضد حكومة الأسد لوقف الحملة الامنية الوحشية التي يشنها ضد المتظاهرين. ويقدر عدد ضحايا الحملات الأمنية الوحشية التي شنتها القوات السورية ب 2600 شخص حسب إحصاءات الأممالمتحدة.