ذكر نشطاء أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف امس في محافظة ديرالزور شرق سورية بعد يوم واحد من مقتل 50 شخصا في حملة صارمة شنتها قوات الامن. وقال عمر إدلبي المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية وهي شبكة من نشطاء المعارضة إن "قوات الامن السورية تشن هجوما وحشيا آخر على منطقة الجورة بحثا عن نشطاء". وأضاف أن حوالي 20 شخصا اعتقلوا في المنطقة. وفي محافظة درعا جنوب البلاد خرج محتجون إلى الشوارع في بلدة الثورة فيما أجرت قوات الامن اعتقالات في بلدة نمر وفقا لما ذكره نشطاء على الانترنت. وأضاف إدلبي أن ثلاثة أشخاص كانوا قد تعرضوا لاصابات خطيرة في حملة القمع التي شنتها قوات الامن الجمعة في مختلف أنحاء البلاد توفوا مما يرفع حصيلة القتلى إلى 50 شخصا. وأصيب العشرات في مدينتي حماة وحمص وبلدات خارج دمشق. وكانت حملة القمع التي شنتها قوات الرئيس بشار الاسد على الاحتجاجات ضد خمسة عقود تقريبا من حكم حزب البعث قد أسفرت عن مقتل نحو 2600 شخص منذ منتصف آذار/مارس الماضي وفقا لما ذكرته لجنة الاممالمتحدة لحقوق الانسان ودفعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الي فرض سلسلة من العقوبات علي النظام السوري. وأظهرت صور وضعها نشطاء على شبكة الإنترنت الجمعة محتجين في محافظة درعا جنوب سورية وهم يرددون شعارات ضد الرئيس السوري بشار الأسد ويطالبون برحيله. وخرجت مظاهرات ضخمة مناهضة للحكومة عقب صلاة الجمعة في مناطق أخرى من سورية حيث دخلت الاحتجاجات شهرها السابع. وقال الناشط السوري عمر إدلبي المتحدث باسم "لجان التنسيق المحلية للثورة السورية" إن قوات الأمن حاصرت المساجد في منطقة "الميدان" للحيلولة دون اندلاع احتجاجات. ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن نشطاء قولهم إن قوات الأمن كانت تطلق النار بشكل عشوائي صوب المتظاهرين في مدينتي حمص وحماة المضطربتين. كما ذكر التقرير أن قوات الأمن اقتحمت بلدة بصر الحرير في محافظة درعا جنوبي البلاد حيث سمع دوي إطلاق نار مكثف. وخرج النشطاء في مظاهرات ضخمة تحت شعار "ماضون حتى إسقاط النظام" عقب صلاة الجمعة كما هي عادتهم كل أسبوع منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف آذار/مارس الماضي. وقال عمر إدلبي إن المسيرات والمظاهرات لن تتوقف مهما كانت الوسائل الوحشية التي يستخدمها النظام ضد المتظاهرين. في الوقت نفسه اتهمت الحكومة السورية الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية بتشجيع التدخل الخارجي في الشئون السورية، حسبما أوردت قناة "العربية". وأضافت القناة أن دمشق أعربت في مذكرة "شديدة اللهجة" إلى جامعة الدول العربية عن "الدهشة والقلق البالغ" بشأن مقابلة بين العربي وشخصيات من المعارضة السورية في القاهرة . ونقلت العربية عن المذكرة قولها "إن تصرف أمين عام الجامعة يعد سابقة خطيرة تجاوز فيها سلطاته ومهمته المحددة في ميثاق الجامعة العربية". ولم يصدر تعقيب على الاتهامات السورية من قبل الجامعة العربية. في الوقت نفسه، واصلت قوات الأمن السورية شن حملات دهم وتفتيش واسعة النطاق بحثا عن المنشقين، شملت أيضا محيط الحدود اللبنانية- السورية. وأصيب لبناني ليل الخميس/الجمعة بطلقات نارية، أطلقت عبر الحدود صوب منطقة عكار، بعد ساعات من إطلاق قوات الأمن السورية النار بطريق الخطأ على وحدة تابعة للجيش اللبناني كانت موجودة في المنطقة. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن القوات السورية أطلقت وابلا من النيران صوب بلدتي الكنيسة وحنيدر ما أسفر عن إصابة مواطن لبناني يدعى أحمد زيدان أحمد من قرية الكنيسة. وقال سكان المنطقة إن المواطنين الذين فروا من منازلهم عقب إطلاق النار في القرية بدأوا في الرجوع. وقال أحد السكان ويدعى أيمن خزعل إن بعض سكان القرية ممن أصابت نيران القوات السورية منازلهم فروا خوفا من احتمال تفاقم الأوضاع. يذكر أن عدة مئات من اللاجئين والمنشقين السوريين لاذوا بالفرار إلى مناطق في الشمال اللبناني بخاصة عكار منذ بدأت المظاهرات المناهضة للحكومة السورية. كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا يوم الخميس لتحرك دولي "منسق" ضد حكومة الأسد لوقف الحملة الأمنية الوحشية التي يشنها ضد المتظاهرين. ويقدر عدد ضحايا الحملات الأمنية الوحشية التي شنتها القوات السورية ب 2600 شخص بحسب إحصاءات الأممالمتحدة.