"من رحم الموت تولد الحياة".. هذه العبارة ربما تنطبق تمامًا على حالة الطفل المصري أحمد (14 شهرًا)، الذي ظل يصارع الموت متشبثًا بغريزة البقاء لمدة 3 أيام بجوار جثة أمه، التي رحلت عن الحياة في غياب زوجها. وبدأت القصة تتكشف تفاصيلها عندما شعرت أسرة والدة الطفل، التي تعيش بمفردها مع رضيعها بمنزل في قرية تابعة لمحافظة الشرقية، بالقلق على ابنتهم التي لم تظهر منذ عدة أيام، فذهب أحد أشقائها ليسأل عنها، فوجدها طريحة الفراش وقد لفظت أنفاسها الأخيرة، بحسب صحيفة الأهرام السبت 21 مايو 2011. وإلى جوار الأم عاش الطفل الرضيع وحيدًا دون طعام أو شراب ينادي على أمه بطريقته دون أن تجيبه، ويحاول إيقاظها من نومها لإطعامه، لكنها بلا حراك يجذب ملابسها يقترب من صدرها دون أن يتمكن من الوصول إليه للرضاعة من لبن الأم، فهو لا يدرك أنها فارقت الحياة. ولم يجد الطفل الرضيع حلا ليواجه الموت بغريزته الآدمية الحريصة على البقاء إلا أن يمسك بثمرة باذنجان كانت بجانبه، وظل يحتضنها ويرضع منها بعد أن نال منه الجوع والعطش. وتوصلت التحريات إلى أن المتوفاة متزوجة من نجار مسلح يعمل بالقاهرة، وأنه سافر لعمله منذ فترة تاركًا زوجته وطفله بمفردهما، وأنها أصيبت بسكتة دماغية أثناء نومها نتج عنها ارتفاع في ضغط الدم ونزيف بالمخ ففارقت الحياة. أكد تقرير الصحة صحة التحريات، أنها توفيت منذ 3 أيام وتولت النيابة العامة التحقيق. وعلى الرغم من الحزن الشديد على موت الأم فإن السعادة لم تفارق الموقف تمامًا؛ بسبب نجاة الرضيع من الموت، ما وصفه أهالي القرية وهم في حالة ذهول بأنه أقرب لمعجزة.