تساءلت صحيفة (الجارديان) البريطانية عن سبب اختفاء العقيد الليبى معمر القذافى عن الأنظار، منذ مقتل نجله سيف العرب القذافى، خلال غارة جوية لطائرات حلف شمال الأطلسى (ناتو) منذ عشرة أيام. وأشارت الصحيفة البريطانية -فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى الأربعاء 11 مايو 2011 - إلى أن مقاتلات الناتو عاودت شن هجمات جديدة واستهداف مواقع فى طرابلس مساء أمس الأول "الاثنين"، وذلك للمرة الأولى منذ تنفيذ الغارة التى شنها الحلف على منزل نجل القذافى مؤخرا. ونقلت وكالة أنباء الشرق الوسط المصرية عن الصحيفة قولها :"إن أنصار القذافى يجوبون شوارع طرابلس التى يحكمها القذافى منذ 42 عاما، متسائلين عن مصير قائدهم، ولماذا لم يظهر حتى الآن منذ مقتل نجله، وفى الوقت ذاته يعربون عن استيائهم الشديد من الحصار المفروض من قبل الأممالمتحدة". ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص فى طرابلس قوله "إن غياب القذافى يعتبر غريبا، وخاصة أنه لم يحضر جنازة نجله، واعتقد أنها كانت جنازة القذافى وليس ابنه". وأرجع مسئولون ليبيون غياب القذافى عن جنازة نجله وثلاثة من أحفاده إلى أسباب أمنية، مؤكدين أن القصف الذى تعرض له منزل القذافى كان محاولة لاغتياله. وقال أحد كبار المسئولين الليبيين فى هذا الصدد "إن محاولة اغتياله أمر واضح، وأعتقد أن مسئوليه الأمنيين أبلغوه بضرورة عدم الظهور كثيرا فى الفترة الحالية"، وفى الوقت ذاته أعرب عن دهشته من صمت القذافى حتى الآن. وأشارت الجارديان إلى أنه مهما كانت الأسباب فإن الموالين للقذافى بدأوا فى التكيف على الحياة بدون أن يكون زعيمهم فى القلب. ونقلت الصحيفة عن مسئول ليبى رفيع المستوى قوله "إن ليبيا قد تغيرت والكل يدرك ذلك، ولو تم الإعلان عن الإصلاحات فور مطالبة الشعب بها لما تخلت عنا الجامعة العربية وأوروبا ولم نكن لنصبح فى هذه الفوضى"، مشيرا إلى أن الموقف فى جمود ولابد أن يتغير". ومن جانبها رفضت وزارة الخارجية الفرنسية تأكيد أو نفى المعلومات التي تشير إلى احتمال مقتل أو إصابة الزعيم الليبى معمر القذافى خلال الهجوم الذي شنته قوات حلف الاطلنطى قبل أيام وأسفر عن مقتل أحد أبناء القذافى وثلاثة من أحفاده، حيث إن القذافى اختفى منذ هذا الهجوم ولم يظهر من بعدها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو في تصريح له اليوم الاربعاء، إنه ليست لديه معلومات بشأن الوضع الشخصى للقذافى. وأشار المتحدث إلى أن فرنسا لم تعد لديها اتصالات رسمية مع نظام القذافى منذ إغلاق السفارة الفرنسية في طرابلس وإعادة الدبلوماسيين الفرنسيين إلى البلاد في 26 فبراير الماضي.