لا نريد هذه الفوضى وندعو رسميا إلى وقف المظاهرات فوراً.
أيتها الشعوب كفاكم أنانية، وأيها الحكام كفاكم تسلطاً...!
ألم يفكر أحدٌ منكم جدياً في مصير السائح السعودي المسكين"
انتهى البيان وأنا استلقيت أرضاً من الضحك، ولما أفقت أعدت إرساله إلى قائمة الأصدقاء.
أقسم بالله أننا شعب خفيف الدم.
واحدة أخرى جاءتني من صديق جداوي تقول:
"الشلل الذي أصاب أجهزة الأرصاد بعد عاصفة الأربعاء أظهر لنا حكمة شعار (ارفع رأسك أنت سعودي) حتى نستطيع أن نرى إن كان في السماء غيم".
متى أصبحنا نملك هذا الحس العالي من خفة الدم حتى تمكّنا من تأليف نكت بهذه البراعة؟ ستتذكرون كلكم النكت التي تم تداولها بسرعة الضوء أحداث مرّت بنا مثل نكت حجب البلاك بيري وأسعار الطماطم وزيادة الخمسة بالمئة، وهذه الأخيرة استخدمتها في مؤتمر إقليمي للتدليل على قوة الرأي العام في تشكيل نفسه من خلال أدوات التأثير والبث والنشر التي يمتلكها بنفسه، والأصح أنه يمتلكها في جيبه.
المؤكد أننا كنا نؤلف النكت على الدوام، ولكنها كانت من قبيل السخرية من الذات أو من بعضنا بعضا، وأحياناً نقتبس نكتاً من الآخرين ونسعودها، إن جاز التعبير.
لكن أولى النكت المرتبطة بالأحداث المجتمعية الكبرى التي سمعتها، كانت في بدايات موجة التطرف الديني التي واكبت حركة جهيمان، ومنها واحدة تقول إن مطوعاً تعرّف على مطوعة فأصبحا يتبادلان صور مكة والمدينة. وواحدة أخرى تقول إن مطوعاًً قطع الإشارة الحمراء، فلما أدرك ذلك أوقف سيارته وسجد سجود السهو.
عندما تبدأ الشعوب في تأليف النكت، فإن ذلك يعني أنها تعاني، وأن هذه وسيلتها للتعبير، أو أنها آلية دفاعية ضد الإحباط الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي. ولذا يُقال إن هذا ما جعل الشعب المصري الشقيق - رفع الله عنه كربته - يتفوق في صناعة النكتة، وأن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان يطلب من الأجهزة الأمنية تقريراً يومياً بآخر ما صدر من النكت لأنها تحمل صورة دقيقة لرأي الشارع.
وأنا أدعو قرّاء (عناوين) إلى مشاركتنا بأبرع ما سمعوه من نكت عن الأحداث الجارية، والفائز سترفع نكتته للأجهزة المختصة للاستفادة من مضامينها.