للمرة الأولى تتحول بطاقات المعايدة الإلكترونية من البريد الإلكتروني التقليدي لتجد لها استثمارا ناجحا عبر الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية... وهذه البطاقات المسلية التي يمكن تزويدها بصور وبأفلام فيديو خاصة، تأتي مجانية. بالنسبة إلى جان-بيار فاني مدير عام موقع "سايبر كارت" لبطاقات المعايدة الإلكترونية الذي يتقاسم السوق الفرنسي مع منافسه "درومادير"، "نسجل هذا العام ظاهرتين: إرسال البطاقات من الهواتف الذكية واستخدام (فيسبوك)". وكان فاني قد أوضح لوكالة فرانس برس في نهاية العام المنصرم أنه "وبمناسبة عيد الميلاد تم تبادل ما بين 700 ألف و 800 ألف بطاقة معايدة بواسطة الهواتف الذكية. ويعتبر ذلك عددا هائلا وأمرا مستجدا، خصوصا وأننا لم نطرح هذا التطبيق للتداول سوى في 28 نوفمبر الماضي". يضيف "لم نكن نتوقع كل هذا العدد، ونعتقد بأن البطاقات المتبادلة سوف تبلغ مليوني بطاقة بين عيدي الميلاد ورأس السنة". أما رفيق سماتي مدير عام موقع "درومادير" لبطاقات المعايدة، فرأى أن "الولع" بإرسال البطاقات على شبكات التواصل الاجتماعي "يعود بغالبيته إلى الأشخاص الذي يضعون بطاقة على حائط (فيسبوك) الخاص بهم أو الذين يرسلون لأصدقائهم بطاقات على جدرانهم". وعمليات الإرسال هذه لا تشكل سوى ما نسبته 5% من بطاقات المعايدة الإلكترونية المتبادلة. فقد تم إرسال 20 مليون بطاقة معايدة افتراضية بمناسبة عيد الميلاد، ومن المتوقع إرسال ما بين 20 مليون و30 مليون أخرى بمناسبة رأس السنة. ولفت سماتي الى أن ذلك "يوفر في الوقت ويعتبر كذلك مكسبا ماديا، إذ إن هذه البطاقات مجانية". وشرح فاني أن هذه المواقع ترتكز على الإعلانات "فبطاقة واحدة من أصل 10 آلاف بطاقة هي مدفوعة الأجر" فقط. ويرسل أكثر من ثلثي البطاقات عبر الهواتف الذكية إلى الشبكة الاجتماعية "فيسبوك"، أما البقية فإلى البريد الإلكتروني. وشدد فاني قائلا "نحن مذهولون لسيطرة (فيسبوك) هذه. لكن الأمر عملي جدا، كما تسجل هنا سهولة في الاستخدام لا تضاهى. فأنت لست ملزما للاستحصال على العناوين يدويا. وإذ كنت تملك 300 صديق، بإمكانك إرسال بطاقتك إلى الجميع في الوقت نفسه". أما الصيحة الكبرى لدى "سايبر كارت" كما لدى "درومادير" فهي البطاقة المتحركة التي يمكن "شخصنتها" من خلال إدخال صور خاصة إليها. واعتبر سماتي أن "هذه البطاقات المتحركة أصبحت متداولة بشكل كبير، بعدما لقيت استحسانا استثنائيا لدى متصفحي الإنترنت. فهذا الجيل الجديد من البطاقات الإلكترونية ينطوي على شحنات كبيرة من العواطف، إذ نستطيع شخصنتها والعمل عليها بالصوت والصورة". وفي ما يتعلق بالتسويق، من المهم هنا "عدم الخطأ في ما نقدمه لمتصفحي الإنترنت". وشرح سماتي أنه ابتداء من العاشر من كانون الأول/ديسمبر المنصرم، كانت البطاقات الأكثر شعبية (والتي تعرضها المواقع أكثر من سواها) هي تلك التي تبرز زينة شجرة عيد الميلاد. بعد 20 ديسمبر استحوذت على الاهتمام البطاقات التي تصور "سانتا كلوز وندفات الثلج، وفي 24 ديسمبر تلك التي تصور هدايا". وتكثر الخيارات أمام متصفحي الشبكة العنكبوتية.. من جوقة أطفال غنائية إلى نزهة رقمية في الغابة، من دون أن ننسى "المرأة المحبوبة" وهي تستحم في الشمبانيا. إلى ذلك، دخلت مؤسسة "لا بوست" الفرنسية للبريد هذا السوق المستحدث، من خلال تطبيق يطلق عليه اسم "ما كارت آ موا". فيمكن كل راغب من إعداد بطاقته البريدية الخاصة انطلاقا من هاتفه الذكي، مرتكزا على صورة ما يختارها بنفسه. وبعد ذلك تتولى "لا بوست" مهمة طبعها وتوزيعها. كذلك من الممكن إرسال هذه البطاقة البريدية مجانا عبر البريد الإلكتروني أو تشاركها على حائط "فيسبوك".