لم يكن التواصل الحميمي عبر الاتصال الهاتفي وحده ضحية التطور التكنولوجي الذي اجتاح العالم الإسلامي، لمصلحة تقنية الرسائل النصية والإلكترونية للتهنئة بالأعياد. إذ إن بطاقات المعايدة كانت حتى وقت قريب وسيلة حضارية للتواصل في مناسبات الأعياد، خصوصاً بالنسبة إلى الشركات والمؤسسات الخاصة وحتى على مستوى الأفراد. بيد أنها تعاني اليوم ركوداً يتمثل في هبوط كبير وملموس في مبيعاتها. والسبب أيضاً: تقنية الرسائل النصية ورخص المحادثات عبر «الانترنت»... وبالطبع شيوع تقنية البريد الإلكتروني. وأكد عدد من بائعي بطاقات المعايدة أن قيمة مبيعاتها انخفضت بشكل كبير يصل إلى 70 في المئة، علماً بأن قيمة تلك البطاقات تختلف بحسب نوع الورق والكتابة. وأوضح بائع البطاقات شوكت خان أن مبيعاتها انخفضت عن العام الماضي بنسبة 70 في المئة بسبب الإجازة الصيفية واستخدام الرسائل النصية ومحادثات «الانترنت». وأضاف أن هناك إقبالاً على بطاقات المعايدة من قبل النساء لصديقاتهن وأزواجهن. وهن يفضلن الألوان الزاهية، أو ذات الرائحة العطرة. كما أن بعض النساء يطلبن الكتابة بماء الذهب على البطاقات التي تصل أسعارها إلى 500 ريال للبطاقة الواحدة. وذكر أن أسعار بطاقات المعايدة تختلف بحسب نوعية الورق، وتبدأ من 5 ريالات لتصل إلى نحو 25 ريالاً. وأشار البائع محمد بامطرف إلى أن بعض الرجال استبدلوا بطاقات المعايدة بالكتابة على اطباق «الكريستال» التي تصل أسعارها إلى نحو ألفي ريال. ويقبل على هذا الأسلوب رجال الأعمال وفئات معينة من المجتمع. وأضاف أن إقبال الشباب من الجنسين على بطاقات المعايدة زاد خلال السنوات الثلاث الماضية بنسبة تصل إلى 20 في المئة، خصوصاً طلاب الجامعات للإهداء إلى اساتذتهم أو زملائهم في الجامعة، وبأشكال فيها نوع من الطرافة كوضع صورة الشخص المُهْدَى إليه أو وضع شعار ناديه المفضل على البطاقة. وذكر ان احدى الزوجات طلبت طباعة عقد النكاح ووضعه مع بطاقة المعايدة مع باقة ورد وإرساله إلى مقر عمل زوجها وكتبت عليه: «هل تذكر يوم زواجنا»؟ فيما تقوم بعض الزوجات بكتابة قصيدة في بطاقة المعايدة من نظمهن. وأضاف أن أنواع الورق الذي يستخدم في بطاقات المعايدة من النوع التركي، ويعد أفخم الأنواع، ويصل سعره الى 40 ريالاً للبطاقة، وهناك الورق المصري والسوري، وبعض الأنواع الوطنية. وأشار إلى ان بعض الزبائن يختار ديوان شعر أو قصة صغيرة كبطاقة معايدة أو قصائد لبعض الشعراء المشهورين وطباعتها في كتاب صغير جداً وتغليفها مع بطاقة المعايدة. ويذكر أن مبيعات بطاقات المعايدة تراجعت في السعودية من 70 مليون ريال في عام 1997 إلى 21 مليوناً فقط في عام 2007. والذين يشترون هذه البطاقات معظمهم من الأوروبيين والأميركيين الذين يعملون في المملكة، إضافة إلى بعض فئات المجتمع التي تستخدمها للدعوات الخاصة.