أنطلقت قوافل ضيوف الرحمن صوب عرفات مع انفلاج فجر هذا اليوم ال 9 من ذي الحجة ليشهدوا قضاء الركن الخامس للإسلام (الوقفة الكبرى) وسط أجواء إيمانية والسن تلهج بذكر الله تعالى( لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك ) بعد ان استقبل مشعر منى منذ الساعات الأولى من صباح يوم أمس الثامن من شهر ذي الحجة جموع حجاج بيت الله الحرام الذين توجهوا الى المشعر لقضاء يوم التروية وهم في طريقهم لقضاء يوم الحج الأكبر في( عرفة ) اليوم التاسع وقد التأمت جموع ضيوف الرحمن والذين جاءوا من كل فج عميق تاركين ورائهم كل متاع الدنيا الزائل يطمعون في رحمة خالقهم عز وجل حيث اكتملت جميع التجهيزات في المشاعر المقدسة (منى وعرفات ومزدلفة). وعلى صعيد ذي صلة شارك قطار المشاعر في تصعيد الحجاج من منى الى مشعر عرفات في ساعة مبكرة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة في أولى رحلاته بين المشاعر المقدسة ( منى ومزدلفة فعرفات ) مرورا بجسر الجمرات من المسار الأول عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة بطاقة استيعابية تصل إلى 3000 حاج في الساعة ويستمر القطار مرتفعا عن الأرض إلى عرفات على الطريق رقم 3 لينتهي الى اخر محطة بعرفات وبانطلاق قطاع المشاعر تدخل خدمات الحج مرحلة جديدة بآليات ورؤية مستقبلية متطوير حيث يربط المشاعر من عرفات ومزدلفة نزولا عند الجمرات في حركة ترددية ، وقدرة استيعابية عالية حيث ينقل 100 ألف حاج من جموع الحجيج في الساعة لمواجهة الطلب على النقل خصوصا في وقت النفرة من عرفات إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى بحيث ينقل حوالي نصف مليون حاج خلال 6 ساعات فقط في طاقة استيعابية تُوصف أنها الأعلى في العالم في حال اكتماله . ويعمل قطار المشاعر الآن بثلث طاقته الاستيعابية وبالتالي فمن المتوقع أن ينقل قطار المشاعر في حج هذا العام 1431ه 175 ألف حاج من الحجاج ( المستهدفين ) أي بنسبة 35% ، بينما سيعمل في العام القادم بكامل طاقته الاستيعابية إن شاء الله تعالى. وزودت المحطات بجميع وسائل السلامة وخدمات التبريد عن طريق ملطفات الجو بالإضافة إلى ساحة انتظار أسفل المحطة وقد شارك في اختيار مواقع المحطات جميع الجهات ذات العلاقة بما يضمن سهولة الوصول إليها وانسيابية الحركة وتغطيتها لأماكن تواجد الحجاج المستهدفين بشكل سليم ويعد مشروع قطار المشاعر من أضخم مشاريع النقل في المملكة بتكلفة تتجاوز ستة مليارات ريال وستمائة مليون ، وقد انتهى العمل من المرحلة الأولى قبل أيام قليلة لخدمة حجيج هذا العام 1431ه وجاء تصميم القطار بطريقة مرنة تكفل معالجة الازدحام حيث يتكون جسم القطار من عشرين قاطرة ،كل منها تسحب اثنتا عشر عربة بطول 300 متر وكل عربة تحتوي على خمسة أبواب وهي ميزة قل مثيلها في العالم كما تم تصميم محطات القطار لتكون مرتفعة أيضاً عن الأرض وتخدم بسلالم عادية ومتحركة ومصاعد بشكل يساعد على تفويج الحجاج على دفعات . وطبقا للمواصفات والمقاييس الأوروبية في عدد الركاب فالعربة الواحدة تتسع ل 250 راكبا 20% منهم جلوسا و80% وقوفا ، وتبلغ سرعة القطار من 80 إلى 120 كم في الساعة