بدأ الزعماء الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات سلام مباشرة يوم الخميس وشاركوا في محادثات تتوسط فيها الولاياتالمتحدة رغم تعهد المتشددين من الجانبين بعدم قبول اي اتفاق. وبعد يوم من توجيه الرئيس الامريكي باراك اوباما نداء شخصيا من أجل السلام رحبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في وزارة الخارجية لبدء محادثات تهدف الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال نتنياهو في بداية المحادثات "لن يكون هذا سهلا." واضاف "السلام الحقيقي.. السلام الدائم.. لن يتحقق الا بالتنازلات المتبادلة والمؤلمة من الجانبين." وأضاف "شعب اسرائيل وانا كرئيس لوزرائهم مستعدون للسير على هذا الطريق وقطع طريق طويل.. طريق طويل في وقت قصير.. لتحقيق سلام حقيقي يجلب لشعبنا الامن والرخاء والجيران الطيبين." ودعا عباس اسرائيل الى انهاء النشاط الاستيطاني وانهاء حصار قطاع غزة. وقال إن الفلسطينيين يدركون الحاجة الى الامن وهو مطلب اسرائيلي رئيسي. واضاف "نود ان نعلن التزامنا بمتابعة جميع.... تعهداتنا بما في ذلك الامن وانهاء التحريض." وتأتي المحادثات المباشرة -التي يأمل اوباما ان يمكنها التوصل لاتفاق خلال عام- بعد توقف دام 20 شهرا. ويواجه المفاوضون انقسامات عميقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بشأن فرص السلام. وقالت كلينتون "بوجودكما هنا اليوم اتخذ كل منكما خطوة مهمة نحو تحرير شعبيكما من قيود تاريخ لا نملك له تغييرا وتحركتما قدما نحو مستقبل يعمه السلام والكرامة لا يستطيع خلقه سواكم." وأدانت حركة حماس الاسلامية الفلسطينية التي انتزعت السيطرة على قطاع غزة من حركة فتح التي يتزعمها عباس في 2007 المحادثات وقالت انها ستواصل مهاجمة الاسرائيليين. وفي نفس الوقت تعهد المستوطنون اليهود ببدء عمليات تشييد جديدة في جيوبهم الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة وقالوا انهم لا يمكنهم مطلقا قبول "سلام زائف" يقيد حقهم في العيش فيما يعتبرونه ارض اسرائيل التوراتية. واستغل اوباما -الذي يستضيف المحادثات في واشنطن قبيل انتخابات مهمة للكونجرس الامريكي في نوفمبر تشرين الثاني- اجتماعين منفصلين مع نتنياهو وعباس يوم الاربعاء لحثهما على عدم ترك فرصة السلام تفلت. ويخيم موضوع المستوطنات بقوة على محادثات السلام. وحذر عباس من أنه سينسحب اذا لم تمد اسرائيل وقف الاستيطان الذي فرضته من جانبها وينتهي اجله يوم 26 سبتمبر ايلول. لكن نتنياهو الذي يرأس ائتلافا تسيطر عليه احزاب مؤيدة للمستوطنين قاوم أي مد رسمي للتجميد الجزئي للبناء في المستوطنات مما يعني ان المفاوضات التي ما زالت في مهدها ستواجه تحديا كبيرا خلال اسابيع. وقتلت حماس اربعة مستوطنين اسرائيليين في اطلاق نار بالضفة الغربية يوم الثلاثاء. واصيب اثنان في هجوم مماثل شنه مسلحون فلسطينيون يوم الاربعاء رغم حملة قمع من الشرطة الفلسطينية. ورفض متحدث باسم حماس يوم الخميس محادثات واشنطن وقال إن عباس الذي يتزعم حركة فتح صاحبة السيطرة في الضفة الغربية ليس له الحق في التحدث باسم الفلسطينيين. ورحب نتنياهو بتنديد عباس بالهجوم لكنه قال ان من المهم ان تجد حكومته السبيل لوقف هجمات الاسلاميين المعارضين لاتفاق في المستقبل. وقال نتنياهو "انهم يسعون الى قتل شعبنا وقتل دولتنا وقتل سلامنا. ومن ثم فان تحقيق الامن ضروري." وقال عباس ان اجهزته الامنية ستسعى وراء اعتقال منفذى الهجوم. واضاف "سنواصل جهودنا لاتخاذ اجراءات امنية من اجل العثور على مرتكبي الهجوم. نحن نعتبر ان الامن ضروري وحيوي لكلينا." وقال المستوطنون اليهود الذين يهددون بالاطاحة بنتنياهو اذا لم يسمح لهم باستئناف البناء انهم يعتزمون اطلاق عملية بناء جديدة حتى قبل انتهاء التجميد الحكومي يوم 26 سبتمبر. ورفضوا ايضا امال الفلسطينيين في اقامة دولتهم بالضفة الغربية. وقال نافتالي بينيت مدير مجلس ييشع للمستوطنين "سوف يستسلمون بمجرد ان يفهموا ان الاسرائيليين موجودون هنا ليبقوا.. وفقط ليزدادوا قوة يوما بعد يوم."