القدس المحتلة - رويترز - قبل ساعات من الوقت المقرر لاستئناف مفاوضات السلام في واشنطن أمس، أعلن مستوطنون يهود خططاً لإطلاق مشاريع بناء جديدة في مستوطناتهم في الضفة الغربية، في عرض قوة يشكل تحدياً لقرار استئناف المحادثات. وقال مدير مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية «ييشع» نفتالي بينيت إن المستوطنين سيبدأون بناء منازل ومنشآت عامة في 80 مستوطنة على الأقل، في انتهاك للحظر الجزئي الذي أعلنته الحكومة على بناء المنازل في المستوطنات والذي ينتهي في السادس والعشرين من الشهر الجاري. واعتبر أن الحظر «انتهى على أرض الواقع»، منتقداً المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية التي ترعاها الولاياتالمتحدة التي رأى أنها تهدف إلى «سلام زائف»، كما رفض المطالب الفلسطينية بوقف البناء في المستوطنات. وأضاف: «بمجرد أن يفهموا أن الإسرائيليين موجودون هنا ليبقوا إلى الأبد، وأنهم يزدادون قوة يوماً بعد يوم، سيستسلمون». وأنهى المستوطنون الذين هددوا بإقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ما لم يسمح لهم باستئناف البناء بعد انتهاء المهلة، الحظر من جانب واحد أول من أمس بعد يوم من قتل ناشطين من حركة «حماس» أربعة مستوطنين بالرصاص قرب الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة. وتمثل الأحزاب الموالية للمستوطنين غالبية في الائتلاف اليميني الحاكم الذي يتزعمه نتانياهو وأيد عدد من الوزراء بالفعل مطالب باستئناف البناء في المستوطنات. وبدأت معدات منها مركبات وخلاطات أسمنت العمل أمس في مستوطنات عدة لتمهيد الطريق لإقامة منازل ومراكز تجمع. وقال بينيت إن المستوطنين قرروا مضاعفة عدد مشاريع البناء الجديدة بعد أنباء عن إصابة اثنين منهم في حادث آخر شرق رام الله الليلة قبل الماضية أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري ل «حماس»، مسؤوليتها عنه. وأعرب بينيت عن أمله في أن يوافق نتانياهو على بناء 3000 منزل جديد على الأقل لمستوطني الضفة الغربية في العام المقبل. وأضاف: «الاختبار الحقيقي بين الإسلام المتشدد للفلسطينيين وإسرائيل قائم على أرض الواقع، وهو اختبار لمن هو الأقوى ومن سيبقى هنا إلى الأبد». ويعارض كثير من المستوطنين حل الدولتين الذي تؤيده الولاياتالمتحدة ويعتبرون الضفة الغربية حقاً توراتياً. ويمثل البناء الاستيطاني قضية أساسية في المفاوضات التي بدأت في واشنطن أمس بين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ نحو عامين. ويطالب الفلسطينيون بوقف كامل لتوسيع المستوطنات حيث يعيش نحو 500 ألف إسرائيلي والتي تعتبرها محكمة العدل الدولية غير مشروعة. وكان المستوطنون يضغطون على نتانياهو حتى قبل الهجومين اللذين شنتهما «حماس»، حتى لا يوافق على تمديد الحظر الجزئي على البناء في مستوطنات الضفة الذي فرضه قبل نحو عام في إطار حملة رامية إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع عباس. وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم إن تمديد حظر البناء في المستوطنات ربما يؤدي إلى انهيار الحكومة وإجراء انتخابات جديدة. لكن بعض المحللين في إسرائيل يقولون إن الهجوم الذي شنته «حماس» في الضفة وضع نتانياهو في موقف أقوى للضغط على الفلسطينيين لتحسين الوضع الأمني قبل أن يقدم أي تنازلات في ما يتعلق بالمستوطنات.