توفي، الاثنين 5 يوليو 2010، المفكر المصري نصر حامد ابو زيد، عن 67 عاما في مستشفى الشيخ زايد التخصصي بمدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة، اثر اصابته بفيروس مجهول خلال زيارة له الى اندونيسيا قبل اسابيع. وآثار جدلا واسعا بكتاباته في الفكر الاسلامي ومعارضته سلطة النص المطلقة، وقد اصدرت محكمة الاحوال الشخصية بناء على مراجعة قرارا بتطليقه من زوجته ابتهال يونس، باعتباره مرتدا عن الاسلام، واثر هذا الحكم اضطر للجوء مع زوجته استاذة الادب الفرنسي في جامعة القاهرة الى هولندا. ولد ابو زيد في قرية قحافة بمحافظة طنطا (90 كلم شمال القاهرة) في العاشر من يوليو 1943 وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الفنية الصناعية قسم اللاسلكي عام 1960 وعمل بضع سنوات حتى استطاع ان يوفر لنفسه فرصة الدراسة الجامعية. وفي 1972 حصل على الليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في جامعة القاهرة بتقدير ممتاز، ثم ماجستير من الكلية نفسها في الدراسات الاسلامية في 1976 بتقدير ممتاز ايضا، وفي 1979 حصل على دكتوراه في الدراسات الاسلامية من الكلية نفسها، وقد عمل استاذا في جامعة القاهرة، وقام بالتدريس ايضا في جامعة اوساكا اليابانية وكان كذلك استاذا زائرا في جامعة ليدن في هولندا. ومن اهم المعارك الفكرية التي خاضها، كانت تلك التي اندلعت اثر تقديمه ابحاثا للحصول على درجة الاستاذية في جامعة القاهرة، وتم اتهامه بالكفر من قبل المفكر الاسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين الذي كان عضوا في لجنة للترقيات، وأيده في تكفيره اساتذة آخرون في الجامعة بينهم الدكتور محمد بلتاجي ووزير الثقافة المصري السابق الدكتور احمد هيكل والدكتور اسماعيل سالم، الذين الفوا كتبا تكفر ابو زيد. ومن ابرز افكار ابو زيد التي استند اليها شاهين في تكفيره "الدعوة للتحرر من سلطة النصوص واولها القرآن الكريم، النص الاول والمركزي في الثقافة والنص المهيمن والمسيطر في الثقافة"، مشيرا الى ان "النص نفسه "القرآن" يؤسس ذاته دينا وتراثا في الوقت نفسه". ورأى ابو زيد انه "آن اوان المراجعة والانتقال الى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الانسان في عالمنا، وعلينا ان نقوم بهذا الان وفورا قبل ان يجرفنا الطوفان". وكان ابو زيد في الفترة الاخيرة يقوم بزيارات متقطعة الى مصر، وقد شارك في عدد محدود من الندوات التي نظمت له في بلده الى ان توجه الى اندونيسيا حيث اصيب بفيروس غامض عاد على اثره الى مصر للعلاج. وفاز ابو زيد بالعديد من الجوائز بينها جائزة عبد العزيز الاهواني للعلوم الانسانية من جامعة القاهرة (1982) ووسام الاستحقاق الثقافي من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي (1993) وجائزة اتحاد الكتاب الاردني لحقوق الانسان (1996) وميدالية "حرية العبادة" من مؤسسة اليانور وتيودور روزفلت (2002) وجائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر (2005).