فقدت الساحة الثقافية والفكرية في العالم العربي صباح أمس المفكر المصري نصر حامد أبو زيد (67 عاما)، الذي فارق الحياة في مستشفى الشيخ زايد التخصصي في مدينة السادس من أكتوبر (غربي القاهرة) بعد صراع مع مرض غريب، فقد معه الذاكرة في الآونة الأخيرة. وأعلنت زوجة الراحل إبتهال يونس وفاته صباح أمس، وقالت: إن أبو زيد توفي إثر إصابته بفيروس مجهول خلال زيارة له لإندونيسيا قبل بضعة أسابيع. وأثار أبو زيد جدلا عبر كتاباته في الفكر الإسلامي ومعارضته سلطة النص المطلقة، مما أدى إلى صدور قرار من محكمة الأحوال الشخصية في مصر بتطليقه من زوجته؛ لأنه اعتبر مرتدا. وقد اضطر للجوء مع زوجته أستاذة الأدب الفرنسي في جامعة القاهرة إلى هولندا إثر هذا الحكم. ولد أبو زيد في قرية قحافة القريبة من مدينة طنطا في محافظة الغربية في العاشر من يوليو (تموز) عام 1943، وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية (قسم اللاسلكي) عام 1960، ثم التحق في كلية الآداب في جامعة القاهرة وتخرج في قسم اللغة العربية عام 1972. نال الكاتب من كلية الآداب نفسها درجة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية عام 1979، ثم عمل أستاذا زائرا في جامعة أوساكا في اليابان بين عامي 1985 و1989 وأستاذا للدراسات الإسلامية في جامعة لايدن في هولندا منذ عام 1995 بعد صدور حكم قضائي بالتفريق بينه وبين زوجته. ولأبو زيد كتب منها: «الاتجاه العقلي في التفسير.. دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة»، و«دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي»، وهما رسالتاه للماجستير والدكتوراة، و«مفهوم النص.. دراسة في علوم القرآن»، و«الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية»، و«نقد الخطاب الديني» و«دوائر الخوف.. قراءة في خطاب المرأة»، و«التفكير في زمن التكفير». ونال أبو زيد أوسمة وجوائز في العالم العربي وخارجه وآخرها «جائزة ابن رشد للفكر الحر» في برلين التي تحمل اسم الفيلسوف العربي الشهير.