شكّك مستهلكون في قيام شركات مصنّعة للمشروبات الغازية بعمل خط إنتاج جديد لإنتاج عبوات صغيرة تباع بسعر ريال واحد، في خطوة منها للخروج من أزمة ارتفاع الأسعار وحملات المقاطعة التي قام بها المستهلكون وبعض التجار. وأوضح أسامة النعمي, طالب جامعي، "أن هناك خدعة على المستهلك في تصغير حجم المشروب الغازي"، مشيرا إلى أن العبوات الصغيرة موجودة في الأسواق من قبل رفع الأسعار، وأن خط الإنتاج الجديد الذي يتحدثون عنه موجود من قبل، وهذا يدل على خداعهم "المستهلك". وقام أحد أصحاب المطاعم في محافظة جدة بسحب جميع المشروبات الغازية من مطعمه، وجعل ثلاجته خاوية تماما منها، ليؤكد دعمه لحملة مقاطعة المشروبات الغازية التي أطلقت قبل نحو 3 أشهر. وكانت شركات للمشروبات الغازية قد قامت بمحاولة إيجاد حلول من شأنها إعادة الثقة للمستهلك، وذلك بعمل خط إنتاج آخر أصغر من العبوات السابقة بسعر ريال واحد فقط، بحيث يضمن لهم عدم عودتهم إلى الخسارة التي تكبدوها جراء ارتفاع أسعار السكر والمواد الخام. وأوضح محمد رشوان عضو اللجنة التجارية الوطنية، أن الشركات الصناعية بشكل عام، بما فيها شركات المشروبات الغازية, تعمل دائما وفق معادلة لحساب التكلفة من خلال المدخلات في الصناعة، بما فيها تكاليف المواد الخام، الطاقة، العمالة، وبقية المصاريف التشغيلية والإدارية التي تندرج تحت مسمى ما يعرف ب "المصاريف العمومية"، سعيا للوصول إلى نقطة التعادل المالي، بعدها تضيف الشركات هوامش ربحية تتفاوت من شركة إلى أخرى بحسب الانتشار والكميات وعوامل أخرى. وأشار إلى "أن الأسعار الحالية تعدّ معقولة مقارنة بالأسعار العالمية، إذ إن المشروبات الغازية تعدّ من السلع الأكثر استهلاكا في العالم، لذلك فهي سلع معيارية تقاس عليها أمور كثيرة من قبل المحللين والمختصين الاقتصاديين". وبيّن أن خلال استطلاع اللجنة لهذه الخطوة, عبّر أحد المستهلكين عن تفاؤله بهذه الخطوة التي من شأنها إعادة ثقة المستهلك بوزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك. من جهة أخرى، قال أحمد عبد الله أحد ملاك المستودعات التجارية: "إن إعادة تفعيل خط إنتاج جديد، وبيع المشروبات بأسعارها القديمة، خروجا من الأزمة الحالية, إضافة إلى عدم وجود الهللات في نقاط البيع؛ يحتاج إلى بعض الوقت لتجاوز هذه الأزمة". وأضاف التاجر: "أن العروض والحوافز التي كانت تُقدم للمحال من خلال بعض الخصومات أو تقديم هدايا لمبيعات الجملة ككرتون مع كل 10 مجانا أُلغيت، وهو ما دفعنا إلى رفع الأسعار". يُذكر أن حجم مبيعات المشروبات الغازية من غير العصائر في المملكة بلغ نحو 3.3 مليار ريال سنويا، من خلال استهلاك 5 مليارات عبوة.