تقديم العون لمن هو في حاجة من مبادئ التكافل في الشريعة الإسلامية، والأجمل أن يكون ذلك بتقديم مسكن لأسرة لا يمكنها توفير قيمته لعدم القدرة أو يسبب وفاة العائل، وهؤلاء هم الأُسر الأشد حاجة ومن مستحقي الضمان الاجتماعي. وبما أن المسكن من أهم متطلبات الأسرة، فقد جاءت مبادرة وزارة الإسكان من خلال برنامج الإسكان التنموي والذي تسعى فيه لتعزيز التماسك الاجتماعي لمستفيدي الضمان الاجتماعي والأسر الأكثر حاجة ممن يواجهون ظروفاً لا تمكنهم من شراء مساكن أو لا يستطيعون دفع الإيجارات، لتسهم في تمكين هذه الفئات من تحسين ظروفهم المعيشية ووضعهم الاجتماعي. كما أنها تساعد في تحفيز سكان القرى والمحافظات على البقاء في مناطقهم وعدم الهجرة إلى المدن. ومبادرة الإسكان التنموي حسب ما أعلنته الوزارة، تعمل على التكامل مع القطاع غير الربحي انطلاقاً من رؤية 2030 وتستهدف توفير نحو 200 ألف منتج سكني بنظام الانتفاع، من خلال تضافر جهود 16 جهة حكومية لتحقيق أهداف هذا البرنامج. وتسعى إلى رفع مساهمة القطاع غير الربحي في توفير الحلول السكنية التي تساعد الأسر الأشد حاجة للمسكن، وهذا البرنامج يستهدف هذه الفئة من خلال الشراكة مع الجمعيات الخيرية وشركات ومؤسسات القطاع الخاص التي تنفذ برامج المسؤولية الاجتماعية وتلتزم بها تجاه المجتمع. ولعل جهود وزارة الإسكان وكذلك وزارة العمل والتنمية الاجتماعية قد أثمرت مع القطاع الخاص والجمعيات الأهلية والتعاونية في سبيل تحقيق التكامل لتحقيق أهدافها بعقد شراكات مع عدد من الجمعيات التعاونية وكذلك البنوك لتوفير وحدات سكنية ملائمة في مختلف مناطق المملكة لمستفيدي الضمان الاجتماعي والأرامل والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من الحالات التي تنطبق عليها شروط الدعم السكني، وقد نتج عن ذلك تسليم عدد من الوحدات السكنية في مختلف المناطق لعدد من الأسر خلال الفترة الماضية. من المهم قيام المسؤولين عن برنامج الإسكان التنموي في العمل على التكامل بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص وتعزيز التواصل بينها وبين القطاعات غير الربحية التي تقدم الخدمات للمجتمع مثل الجمعيات الخيرية وأقسام خدمة المجتمع في البنوك وشركات القطاع الخاص ورجال الأعمال والأفراد ممن فتحوا المجال للعمل الخيري، وتكثيف الجهود وتنسيقها لحثهم على المبادرة في هذا البرنامج المهم والذي سيسهم في استقرار الكثير من الأسر السعودية ويحقق لها حلم تملك المسكن. خالد عبد الله الجارالله نقلاً عن (الرياض)