احتل الاقتصاد المركز الأول في قائمة اهتمامات المواطنين السعوديين متقدما على قضايا المنطقة الساخنة، حسب استطلاع للرأي نشرته مجلة (فورن بوليسي) الأمريكية (foreignpolicy) الجمعة 12 فبراير / شباط 2010. وخلصت المجلة إلى أن الاقتصاد يحتل المركز الأول لدى السعوديين على رأس الأولويات الوطنية حيث كان هناك شبه إجماع من المستطلعين حول هذه القضية، وأضافت أن 40 % من المستطلعين قالوا إن أوضاعهم المادية ساءت في عام 2009، فيما قال 36 % منهم إن وضعهم المادي تحسّن، وتوقع ربع المستطلعين تحسُّن الوضع المالي بشكل عام في عام 2010. وفي سؤال تضمنه الاستطلاع حول ما يجب أن تفعله الولاياتالمتحدة في المنطقة، جاءت المطالبة بالمساعدة المادية والتكنولوجية على رأس الأولويات، كما قال 30 % ممن شملهم الاستطلاع. وفي نسبة مفاجئة (حسب المجلة) عارض 27 % فقط من السعوديين الجهود الأمريكية في معالجة القضايا العربية - الإسرائيلية، فيما طالب 9 % فقط بمزيد من الجهود الأمريكية لتعزيز الديمقراطية. ورغم المخاوف الاقتصادية، فقد أظهر الاستطلاع أن السعوديين إجمالا راضون عن الحالة العامة في البلاد، مما يبشر بالخير بالنسبة لاستقرار المملكة، وقال نحو 54 % إن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح، مقارنة ب 39 % ممن قالوا إنها تسير في الاتجاه الخاطئ. فيما كانت الفئة الأصغر سنا (18 / 24 عاما) وهو ما يمثل ربع سكان المملكة البالغين أكثر رضىً عن الأداء العام للبلاد حيث أعرب 59 % منهم عن شعورهم بأن المملكة تسير في الاتجاه الصحيح، وكان سكان الرياضوالدمام والخبر أكثر إيجابية بشأن هذه المسألة من سكان مدينة جدة. وفي نسبة لافتة للنظر احتل الفساد نسبة متقدمة لدى السعوديين عند دعوتهم إلى اختيار التحدي الأكثر إلحاحا الذي يواجه البلاد، حيث كان هو أكبر التحديات لدى 20 % من المستطلعين، بينما رأى عدد مساو من المستطلعين، أن البطالة هي التحدي الأكبر، وقال 20 % أيضا إن التضخم الذي تواجهه البلاد هو أكبر التحديات. وبخصوص الفساد، كان أهالي جدة الأقل اهتماما به حيث قال أغلبية المستطلعين في الرياض 74 % إن الفساد مشكلة وطنية خطيرة، ورأى 85 % من سكان الدمام والخبر ذلك، فيما هبطت النسبة في جدة إلى 42 % فقط. ورأى هامش كبير من المستطلعين أن التطرف الديني الذي تقوده بنسبة كبيرة كل من إيران وإسرائيل هو التهديد الأكبر الذي يواجهه البلاد، فيما تراجعت بقية التهديدات الخارجية (بما فيها إنفلونزا الخنازير) في قدرتها على إثارة الخوف لدى السعوديين. وكانت الآراء المؤيدة لفرض عقوبات أكثر تشددا ضد طهران عالية بشكل غير متوقع حيث أيّدها 57 % من المستطلعين، في حين أيّد 35 % توجيه ضربة عسكرية أمريكية إلى إيران.