في السنوات الأخيرة أصبح شكل الفرح باليوم الوطني مشوها بسلوكيات لا تليق بالفرح والمناسبة والوطن، وذلك يعكس خطرا مقيما في ذهنية الشباب وتعاملهم مع أهداف الاحتفالية والتعبير عن الولاء والانتماء، فليس ذلك مجرد عائق أمام سعادتهم وسعادة الآخرين بيوم الوطن وحسب وإنما عائق عن استيعاب الصغار لمعنى الوطن والوطنية، فحينما يرون مراهقين أو راشدين يعبثون بالممتلكات العامة ويمارسون رذيلة التخريب والتفحيط فإنهم يكتسبون صورة ذهنية سيئة وغير حقيقية لدلالات هذا اليوم الذي نخصصه سنويا للإبحار في العمق الوطني وتعزيز الروح الوطنية والتوقف عند محطة تاريخية تستشرف مستقبلا وتستلهم ماضيا مجيدا. ليس هينا على النفس أن نقرأ أو نسمع أو نرى تحذيرات للجهات الرسمية من الخروج عن النظام، كما في تحذير الإدارة العامة للمرور من إغلاق الطرق عمدا أو السير في مواكب تتسبب بعرقلة الحركة خلال الاحتفال باليوم الوطني، وإظهار بند العقوبات في سياق التحذير بأنها ستصل إلى التغريم وحجز المركبات المخالفة. هذا اليوم يوم عهد ووعد بمواصلة مسيرة العطاء وتأكيد وطنيتنا واعتزازنا بوطننا، وغير ذلك من القيم التي نعيد انتاجها واكتشافها في أنفسنا حين نتوقف مع أنفسنا لنبحر في الخضرة والحسن التنموي الذي نرفل فيه، بغير ذلك نصبح كالذي يحمل معولا لهدم ما بنيناه طوال سنوات وعقود من الأمجاد والمشروعات، ونخرب بأيدينا ما ينبغي أن نبنيه ونحافظ عليه. وتشير تصريحات المسؤولين المروريين الى أن المسيرات الاحتفالية للمركبات دوما ما يصاحبها قيام بعض السائقين بتصرفات مخالفة، من خلال إصرارهم على عدم الالتزام بالقوانين والتعليمات والتي تهدف إلى توفير سلامتهم ووقايتهم من التعرض إلى الحوادث، وليس من مبرر مطلقا لاختراق النظام في وقت ينبغي أن نؤكد فيه تضامننا مع رجال الأمن والجهات التنظيمية من أجل أن تخرج أفراحنا واحتفالاتنا بما يليق بهذا اليوم التاريخي الذي حصلنا فيه على وطن يضمنا وننشأ فيه بحب وسلام وازدهار ورخاء. ينبغي تصحيح الصورة الاحتفالية والانتقال بها الى سلوكيات سعيدة تسهم في البناء، بدلا من التخريب وإطلاق العنان للفوضى، فهذا اليوم يوم عهد ووعد بمواصلة مسيرة العطاء وتأكيد وطنيتنا واعتزازنا بوطننا، وغير ذلك من القيم التي نعيد انتاجها واكتشافها في أنفسنا حين نتوقف مع أنفسنا لنبحر في الخضرة والحسن التنموي الذي نرفل فيه، بغير ذلك نصبح كالذي يحمل معولا لهدم ما بنيناه طوال سنوات وعقود من الأمجاد والمشروعات، ونخرب بأيدينا ما ينبغي أن نبنيه ونحافظ عليه. هناك حاجة مؤكدة لدور توعوي قبل فعاليات اليوم الوطني بوقت طويل، في المدارس والمنشآت والمرافق الخدمية والاجتماعية والشبابية، ويمكن أن تسهم مواقع التواصل الاجتماعية والمنتديات بدور مهم في تهذيب سلوكيات بعض الشباب الذين يرتكبون تلك الأخطاء وتحسب علينا كمجتمع يقدم نفسه بصورة لا تليق بالاحتفال بهذا الحدث التاريخي الكبير الذي تحتفل بمثله كل شعوب العالم ولا نرى حوادث فوضى وانفلات وتخريب وتهديد للسلام الاجتماعي في الأماكن العامة على نحو ما يحدث لدينا. اليوم الوطني قياس لمدنية المجتمع وحضارة الشعب ورقي الإنسان وتطور الأوطان، فلماذا يحمل بعضنا ممحاة ليمحو أجمل وجوهنا التي نفخر بها ونعتز بها، في الوقت الذي يجب أن نزهو ونحن ننمو ونتطور ودولتنا تحتل الصدارات الدولية في مشروعات التنمية فيما غيرنا من الشعوب تكابد وتحتفل بأقل القليل من المنجزات في سلام ويعلو صوتها أنها قدمت وأنجزت شيئا... علينا إعادة النظر في سلوكياتنا خلال اليوم الوطني حتى يستقيم الظل السلوكي مع المنجز التنموي والوطني ولا نفسد بهجتنا في هذا اليوم الرائع. sukinameshekhis@ تويتر