قرأت الخبر المنشور في الصفحة الأولى في جريدة الجزيرة للعدد 14233 تحت عنوان (أمانة الرياض تحدد 9 مواقع للاحتفاء باليوم الوطني). في البداية تشكر أمانة الرياض وغيرها من الجهات المسؤولة عن تنظيم مواقع الاحتفاء بهذا اليوم الغالي على قلوب الجميع في مختلف المناطق. واليوم الوطني كما يعلم الجميع هو مناسبة تتكرر سنوياً توافق الأول من الميزان، وهي من أجمل اللحظات التي يعيشها المواطن السعودي حيث إنها تذكره بيوم توحيد البلاد على يد مؤسسها وواضع لبناتها الأولى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، هذا اليوم الذي قلب أرض المملكة من الفقر للغنى ومن الظلمات للنور ومن الخوف للأمن ومن التخلف للحضارة، هذا اليوم الذي أعز الله فيه عبدالعزيز ونصره على أهل البدع وعلى مستعبدي الناس، هذا اليوم الذي تحولت فيه الصحراء القاحلة إلى واحة خضراء جميلة، وهذه الواقعة الشاسعة من الصحاري لشبكة مواصلات لا تحس معها إلا كأنك في بلدة صغيرة، هذا اليوم الذي عرف فيه العالم هوية شبه الجزيرة العربية باسم المملكة العربية السعودية بنظام ملكي وبلغة عربية رسمية ونسبة لموحدها عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، هذا اليوم الذي تحول فيه الشخص الفقير الضائع إلى مواطن عزيز توفر له الخدمات أينما كان، فلو كان في أقصى البلاد يقول له ملك البلاد (دامك بخير فأنا بخير) بتواضع لا يوجد مثيل له في دول العالم، هذا اليوم المجيد القريب من قلب كل مواطن ومقيم يقتات من خير هذه البلاد الطيبة الطاهرة، هذا اليوم الذي كان يوماً تاريخياً للحرمين الشريفين حيث سخر الله لهما أسرة وحكومة تعتني بهما وتخدمهما على أكمل وجه، باختصار إنه يوم توحيد البلاد تحت مسمى (المملكة العربية السعودية). إن هذا اليوم مناسبة جيدة لأن نحتفل به بطرق عديدة لعلي أذكر شيئاً منها: - يجلس فيه الأب مع أبنائه ويعلمهم كيف عاد موحد البلاد رحمه الله من الكويت وضحى بوقته وماله وجهده ونفسه من أجل توحيد البلاد، وسار على نهجه أبناؤه البررة الكرام. - يكثف المعلم جهده ويرسخ مفهوم الوطنية والولاء لولاة الأمر لطلابه، ويخبرهم بمنجزات الوطن، وأهم صناعاته وصادراته، ونظرة العالم للوطن والمجتمع السعودي المتمسك بالشريعة الإسلامية السمحة. - يحدث الكبير لمن هو أصغر منه عن ضرورة الحفاظ على ممتلكات الوطن وإشعار الغير أنها ملكاً للجميع ويجب المحافظة عليها وحمايتها، والضرب بيد من حديد على من يحاول التخريب والعبث. - يذكر الخطيب في خطبته عن ضرورة لزوم الطاعة لولي الأمر وعدم الخروج عليه وأن هذه من التمسك بالدين، ويبين للناس أن الوطن للجميع وأن حمايته من أصحاب الأفكار الهدامة مسؤولية كل فرد، وأن الصدق في التعامل والأمانة وحفظ خيراته من الأمور التي يجب أن يجلها الجميع نصب أعينهم. - يوجه رجال الأمن المواطنين بالضرورة على التقيد بوسائل السلامة واحترام أنظمة المرور لأن هذه من الوطنية الحقة التي يجب التقيد بها. وغير ذلك من الأمور التي يجب أن نتعلمها جميعاً في يومنا الوطني وليس كما يعتقد البعض أنها مسؤولية المدارس فقط فكلنا مواطنون وكلنا مسؤول عن كل رقعة من هذا البلد الغالي على قلوبنا. إن ما أخشاه ويخشاه الكثيرون من الغيورين على هذا البلد من تكرار بعض الحركات التي يقوم بها بعض الشباب، فالاحتفال شيء والتخريب شيء آخر، فما يفعله قلة من الشباب من إزعاج المواطنين بأصوات سياراتهم واعتراض المارة والتفحيط في الحواري ليس من الاحتفال باليوم الوطني. إنني أتمنى كما يتمنى الجميع أن يتم التحذير مسبقاً والضرب بيد من حديد لاحقاً على من يمارس هذه الأفعال السيئة. إننا نفرح بقدوم هذا اليوم والبعض ينغص فرحتنا بأفعال بعيدة عن الوطنية الخالصة وحب الوطن. فهل نرى تصدٍ واضح لبعض هذه المنغصات في يومنا المجيد؟؟ أتمنى ذلك. خالد سليمان العطا الله - الزلفي