عندما يقول الشاعر العربي هني بن حمر الكناني: ياجند أخبرني ولست بمخبري وأخوك ناصحك الذي لا يكذب هل في القضية أن إذا استغنيتم وأمنتم فأنا البعيد الأجنب وإذا الشدائد بالشدائد مرة أشجتكم فأنا المحب الأقرب وإذا تكون كريهة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب ولجندب سهل البلاد وعذبها ولي الملاح وخبتهن المجدب فكأنه يوصّف حالة إداراتنا الحكومية أصدق توصيف، ففي كل إدارة لا بد من وجود السيد جندب أو عدة جنادب! يوزع العمل فتوضع المهام الأكثر صعوبة ومشقة على ظهر الموظف المخلص النشط والسبب إخلاصه ونشاطه وتميزه والبحث عن المصلحة العامة كما يقال له، بينما السيد جندب تحل عليه الرحمة والاعتراف بقدراته البسيطة فلا يعطى من الأعمال إلا ما يناسب هذه القدرات وساعات الدوام التي يكرم بها إدارته! قد لا يكون لدى أحد مشكلة في هذا الأمر! فقد وزّع الله القدرات والأهم المصلحة وسير العمل! ولكن المشكلة تظهر حين يحاس الحيس، وتأتي الدورات والانتدابات والرحلات والترقيات فترى السيد جندب يتصدر القوائم وينافس بقوة، بل وفي أحيان كثيرة يتقدم ويحصل على الحيس كاملاً والبقية الصامتة تتفرج! وعندما يتجرأ البعض ويقول: ولكن...؟!! يأتي الرد: الحق حق! ومعاملة الموظفين في هذه المؤسسة تتم بسواسية وعدالة، والسيد الفاضل جندب مثله مثل غيره من الموظفين يجب أن يأخذ حقوقه كاملة، بل ومن حقه أن يتقدم بشكوى ويحاسب (بكسر السين) وفق أنظمة الخدمة المدنية إذا رأى حيسه ناقصاً أو مؤخراً! والحقيقة أن لا مشكلة لدى الجميع مع السواسية والعدالة، ولكن أين كانت هذه السواسية والعدالة يوم أن كانت القضية قضية شدائد وأعمال وصعوبات؟ لماذا لم يكن العدل والسواسية حاضرين فيها كما حضرا عند توزيع الغنائم والمكتسبات؟! هذا الأسلوب الجندبي المدعوم من خوف المديرين وضعف التخطيط وخلل أنظمة المحاسبة في القطاع الحكومي خاصة، يجب أن يراجع ويعالج وإلا فسنرى مزيداً من التحطيم للقدرات المميزة، والانتشار والظهور للعينات الجندبية التي تغيب وتظهر بمزاجها، وتدعيماً لروح التشاؤم واليأس التي تنتشر ولا ينكر وجودها بين الموظفين الحكوميين خاصة! وأعان الله زملاء جندب، فالحيس حيسه في وقت لا تعطى فيه الحقوق إلا لمن طال لسانه وعظم سلطانه! shlash2020@twitter