قترب عمل عسكري ضد سورية خطوة الليلة الماضية بعد أن حذرت بريطانيا والولايات المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيكون هناك "رد جدي" على هجوم الأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي في سورية، وفقا لتقرير إخباري اليوم الأحد . وذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية في عددها اليوم الأحد أنه بعد ظهور صور جديدة لأطفال قتلوا في الغارة على أحد ضواحي دمشق يوم الأربعاء الماضي، اتفق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما، في مكالمة هاتفية استغرقت 40 دقيقة أمس السبت على أن الحكومة السورية مسؤولة عن العمل الوحشي وأن كل الخيارات العسكرية مطروحة. وفي إشارة على تصاعد الاستعدادات العسكرية، أرسلت واشنطن سفينة حربية رابعة إلى البحر الأبيض المتوسط قادرة على شن هجمات صاروخية على أهداف بالأراضي السورية, ونقلت الصحيفة عن مصدر بريطاني لم تسمه قوله إن كاميرون وأوباما " يتطلعان لرد يوضح جليا بغضنا لاستخدام الأسلحة الكيميائية". وذكر التقرير أن بريطانيا تعارض إرسال " قوات برية"، وأن العمل العسكري يمكن أن يتراوح ما بين فرض مناطق حظر جوى إلى شن غارات جوية على النظام السوري. وتطالب بريطانيا والولايات المتحدة بأن يسمح الأسد لمفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة، والذين يبتعدون حاليا 12 ميلا فقط عن موقع هجوم يوم الأربعاء الماضي، بفحص الموقع. وحذر أوباما العام الماضي من أن هجوما بأسلحة كيميائية سيكون "خطا أحمر" للولايات المتحدة في الأزمة. ونقلت الصحيفة عن مصدر بمكتب رئيس الوزراء البريطانى قوله إنه " بمرور الأيام، يعتقد كاميرون وأوباما بصورة متزايدة أنه لن يسمح بدخول المفتشين". وأودى الهجوم، الذي يعتقد أنه شمل هجوم بغاز للأعصاب، بحياة ألف مدني بينهم أطفال وأسفر عن إصابة آلاف آخرين، وفقا لمصادر في المعارضة السورية. ويلتقي غدا الاثنين كبار مسؤولي الدفاع في بريطانيا وفرنسا ودول أخرى في عمان بالأردن لمناقشة الأزمة، ونقلت الصحيفة على مصادر في الحكومة البريطانية تأكيدها أن الاجتماع كان مقررا له منذ يونيو الماضي، لكن أعطيت الفرصة لمسؤولي الدفاع من أجل فهم أفضل للوضع داخل سورية، بما في ذلك حفظ الأمن الإقليمي, وأشار التقرير إلى أن الجنرال سير نيك هوتون، رئيس أركان الدفاع، سيحضر القمة.
من ناحية أخرى، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" أمس السبت إن مستشفياتها حول دمشق أستقبلت نحو 3600 مريض على مدار الأيام القليلة الماضية، وتبدو عليهم "أعراض التسمم العصبي" وأن 355 مريضا لقوا حتفهم بالفعل. ويخشى من وفاة مئات آخرين.