تصدّرت مجزرة الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق الصفحات الأولى لكبرى الصحف الغربية خلال اليومين الماضيين، واظهرت صور الضحايا وخصوصاً من الاطفال. وتماهت كبرى الصحف الغربية في عناوينها مع المواقف السياسية التي أعلنتها حكوماتها، فكانت الصحف الأميركية أكثر حذراً من نظيراتها الفرنسية والبريطانية في التعاطي مع «مذبحة الغوطتين». وانفردت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية بمعلومات خاصة تفيد بأن الرئيس بشار الأسد «استخدم السلاح الكيماوي في الغوطة لصد هجوم مجموعة من قوات المعارضة السورية المدعومة بعناصر من الكوماندوس الأردني والإسرائيلي والأميركي، بدأت منذ منتصف شهر آب (أغسطس) الجاري بالتقدم نحو دمشق». ونقلت الصحيفة الفرنسية دعوة صريحة من وزيري الخارجية الفرنسيين السابقين ألان جوبيه وبرنار كوشنير والمفكر برنار-هنري ليفي، إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي عسكرياً ضد قوات الأسد مع أو من دون موافقة الأممالمتحدة للرد على تلك المذبحة. وعكس موقفهم مطالبة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس الماضي، بتدخل دولي ضد النظام السوري. أما صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية فكانت أكثر تحفظاً من نظيرتها فعنونت: «سواء استخدمت الأسلحة الكيماوية أو لا، فان الحذر مطلوب». من جهتها، عكست عناوين الصحف الأميركية التردد الرسمي في واشنطن بشأن كيفية التعاطي مع فرضية حصول هجوم كيماوي في غوطتيّ دمشق. واشارت «واشنطن بوست» الى «انزعاج الرئيس باراك أوباما الشديد من المجزرة، وقلقه من انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، لما لذلك من تأثير على مصالح الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، إلا أنه كان متردداً في مسألة التدخل العسكري في سورية، مفضلاً التريث وحسن تقدير ما هو في صالح الولاياتالمتحدة على المديين القصير والطويل». أما صحيفة «نيويورك تايمز» فعكست أيضاً في عنوانها التردد الأميركي وعنونت: «مسؤولو إدارة أوباما يوازنون ردّهم على هجوم الأسد». وأشارت الصحيفة ذات الميول الديموقراطية إلى الانقسام الحاد في إدارة أوباما في شأن تقويم استخدام الخيار العسكري ضد الأسد. وأضافت أن مسؤولين بارزين في وزارتي الدفاع والخارجية ووكالات الاستخبارات التقوا لثلاث ساعات ونصف الساعة في البيت الأبيض الخميس الماضي، للتباحث في شأن الخيارات العسكرية التي تراوح بين ضربات محكمة بصواريخ «كروز» وغارات جوية متواصلة ضد قوات الأسد. وفي لندن، أوردت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية خبر تحميل حكومة ديفيد كاميرون مسؤولية تنفيذ هجوم كيماوي الى نظام الأسد الذي يحاول أن «يخفي شيئاً». ونقلت الصحيفة كلام وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي قال إن «البعض في العالم قد يحلو له أن يسير بنظرية المؤامرة ويقول أن المعارضة السورية هي مَن نفذ هذا الهجوم، لكن احتمالات حدوث ذلك ضئيلة إلى درجة الاضمحلال، ونحن نعتقد بقوة أننا أمام هجوم كيماوي نفذه نظام الأسد».