فيما يستقبل المصريون عيد الفطر المبارك، لأول مرة، وسط حالة من القلق والتوتر، بشأن الغموض الذي يسود مستقبل العملية السياسية للبلاد، وتوابع فشل جهود فض اعتصامي النهضة ورابعة المناصرين لجماعة «الإخوان».. بدا الأفق مسدوداً منذ الليلة قبل الماضية عقب انهيار جهود التوفيق بين الإدارة المصرية من جهة، وبين الجماعة وأنصارها من تيارات الإسلام السياسي، ما ينذر بحالة غير مسبوقة من المواجهة تعيد للأذهان الصدام الذي وقع بين الإخوان والدولة عام 1954. بيان رئاسي وفي تطور مثير، أصدرت الرئاسة المصرية، بيانا ظهر أمس، استعرضت فيه المحاولات الدبلوماسية المستمرة خلال عشرة ايام لاحتواء الازمة بالبلاد والتعامل مع اعتصامي رابعة والنهضة بشكل سلمي وهو «ما أبي الاخوان ان ينفذوه». وأكد البيان «أنه انتهت اليوم مرحلة الجهود الدبلوماسية، التى بدأت منذ أكثر من عشرة أيام بموافقة وتنسيق كاملين مع الحكومة المصرية، والتى سمحت بها الدولة إيمانا منها بضرورة إعطاء المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية التى من شأنها حث جماعة الإخوان ومناصريها على نبذ العنف وحقن الدماء والرجوع عن إرباك حركة المجتمع المصرى ورهن مستقبله، وكذلك الالتحاق بأبناء الوطن فى طريقهم نحو المستقبل». وأوضحت أن الحكومة سمحت لمبعوثى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى والإمارات وقطر بالزيارة والنقاش، من أجل استطلاع تفاصيل المشهد، وحث جماعة الإخوان على الالتزام بمسئولياتها الوطنية واحترام الإرادة الشعبية التى تجسدت فى 30 يونيو و26 يوليو2013، وذلك فى إطار حرص الدولة على إعطاء الفرصة كاملة لكافة الجهود الدبلوماسية للوقوف على حقائق الأوضاع عن التجمعين غير السلميين بكل من «رابعة العدوية» و»النهضة». وأضافت رئاسة الجمهورية أن تلك الجهود لم تحقق النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل الذى وفرته الحكومة المصرية لتيسير الوصول إلى شارع مصري مستقر وآمن، يستقبل أبناؤه الأيام الطيبة لعيد الفطر المبارك بتسامح ووئام. وقالت رئاسة الجمهورية إن الدولة المصرية إذ تشكر جهود تلك الدول الشقيقة والصديقة، وتتفهم أسباب عدم نجاحها فى تحقيق الأهداف المرجوة، فإنها تحمل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية كاملة عن إخفاق تلك الجهود، وما قد يترتب على هذا الإخفاق من أحداث وتطورات لاحقة فيما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم المجتمعى للخطر. في تطور مثير، أصدرت الرئاسة المصرية، بيانا ظهر أمس، استعرضت فيه المحاولات الدبلوماسية المستمرة خلال عشرة أيام لاحتواء الأزمة بالبلاد والتعامل مع اعتصامي رابعة والنهضة بشكل سلمي وهو «ما أبى الإخوان أن ينفذوه». اجتماع أزمة وبالتوازي، التقى رئيس الوزراء، حازم الببلاوي، أمس الأربعاء، كلًا من الفريق أول عبدالفتاح السيسي نائب أول رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، لبحث نتائج اجتماعات الحكومة مع وفد الكونجرس ووزير الخاجية الإماراتي ووزير الخارجية الأمريكي، لفض مقر اعتصام الإخوان بمنطقتي رابعة والنهضة وحل الأزمة الراهنة. وفي اتصال هاتفي مع (اليوم) رفض مصدر بارز برئاسة مجلس الوزراء، إعطاء أية تفاصيل، وشدد على أن الاجتماع يأتي في سياق بحث الحلول الممكنة للوضع الراهن، واكتفى بالقول، إن «الأمور تجري بيسر إن شاء الله».! عيد النصر وبينما حملت الرئاسة الأخوان مسؤولية تعريض الأمن المجتمعي للخطر، دعا ما يُسمى «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الشعب المصري إلى المشاركة في مليونية «عيد النصر»، وذلك يوم عيد الفطر المبارك في كل ميادين مصر، وهو ما أثار حفيظة الكثيرين خشية سقوط ضحايا، وهو ما سيعكر صفو المصريين للاحتفال بعيدهم. وشدد التحالف على أنه لا بديل عن عودة الرئيس المعزول محمد مرسي وما وصفته بالشرعية الدستورية. وأكد في بيان له حصلت (اليوم) على موجز منه عدم اعترافه بالرّئاسة الحالية ولا بما يصدر عنها، مؤكدًا ان الموجودين في رابعة العدوية سلميّون. إنذار أخير في ذات السياق، رأى سياسيون في القاهرة، أن بيان الرئاسة يحمل نبرات «الإنذار الأخير» الذي يبرئ الدولة من نتائج تعنت الجماعة ورفضها الانضمام للقافلة الوطنية. وفيما أوضح القيادي بجبهة الإنقاذ، عبدالغفار شكر, القيادى بجبهة الإنقاذ الوطني, أن البيان تمهيدًا لفض اعتصامات الرئيس المعزول، وأن الجهود الأجنبية كانت خطوة إيجابية ليرى العالم حقيقة ما يحدث فى مصر، قال القيادي بالجبهة أيضاً د. وحيد عبدالمجيد، أنه أصبح يُطلب من الدولة المصرية تطبيق قانون العقوبات فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب والبلطجة، مؤكدا أن هناك جهودا دولية بذلت، ومن قاموا بهذه الجهود رأوا أن الجماعة تريد جر مصر للعنف. وفي ذات السياق وصف المهندس محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، البيان مؤسسة ب»المسؤول والمتزن»، مطالباً الجميع بتحمل مسؤولياته والاسراع من فض اعتصامات الاخوان.. أما نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. عماد جاد، فقد اعتبر أن البيان تأخر كثيراً، خاصة مع ما وصفه ب»بمهرجانات الوسطاء وزيارة الدبلوماسيين الأجانب لمصر» والتى وصلت لإهانة الدولة والشعب، كما جاء فى مؤتمر السيناتور الأمريكي جون ماكين الذى أهان الشعب المصرى كله. خطة الخلاص من جهة أخرى، علمت «اليوم» أن وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم، قد قدم تقريراً نهائياً الى رئيس الوزراء حول خطة الداخلية لفض اعتصام مياديي النهضة ورابعة لإعادة استقرار الأمن داخل البلاد، كما شمل تقريراً عن الحالة الأمنية بالمحافظات فترة عيد الفطر، ومن المتوقع أن يتم تنفيذ الخطة بعد انتهاء العيد مباشرة. اشتباكات واصابات وقبل ساعات من العيد وقعت مصادمات عنيفة مساء الثلاثاء بين مؤيدي المعزول ومعارضين بالبحيرة والاسكندرية، وأفادت وزارة الصحة أن حالة وفاة و62 مصاباً سقطوا جراء الاشتباكات، وقالت «الداخلية» في بيان لها أنه عقب انتهاء صلاة القيام بمسجد القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية قامت مجموعة من الجماعة بمسيرة تندد بالقوات المسلحة مما أثار حفيظة أهالي المنطقة فتراشقا بالأعيرة النارية والخرطوش وتمكنت الشرطة من السيطرة على الموقف. صلاة بالميادين من جهتها، دعت حملة «تمرد» جموع الشعب المصري للاحتشاد في صلاة عيد الفطر بميادين الثورة بالتحرير والاتحادية بالقاهرة وسيدي بشر بالإسكندرية، والمسجد الكبير بمرسى مطروح، والمحمودية بالبحيرة وباقي المحافظات، تأكيداً على رفض التدخل الدولي في شؤون مصر ودعم الاستقلال الوطني وتفويت الفرصة على فصيل معين بالسيطرة على ساحات صلاة العيد، وقال حسن شاهين المتحدث الإعلامي ل»تمرد»: «يأتي هذا العيد بطعم الثورة وبنكهة انتصار الشعب المصري بإرادة صلبة على الاستبداد وتجار الدين ورعاة الإرهاب، العيد هذا العام يشهد أجواء الثورة المستمرة من خلال موجتها الأخيرة التي انطلقت في 30 يونيو استجابة لدعوة الحملة التي وقع استماراتها ما يزيد عن 22 مليون مواطن مصري ونجحت في عزل محمد مرسي، بينما تحارب جماعته للهروب من الحساب بالاستعانة بالخارج وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية».