كلف مجلس الوزراء المصري أمس الأربعاء وزير الداخلية ب»اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة» لفض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة المستمرين منذ نحو شهر، معتبرًا أن استمرارهما «لم يعد مقبولاً»، فيما قال مصدر قضائي: «إن مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع المطلوب من أجهزة الأمن، سيحال الى القضاء مع بعض أعوانه بتهمة (التحريض على القتل)». وجاء تكليف وزارة الداخلية لفض اعتصامات أنصار مرسي في بيان للمجلس الذي عقد اجتماعه الثاني منذ تأليف الحكومة الموقتة، وقال البيان إن «استمرار الأوضاع الخطيرة في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، وما تبعها من أعمال إرهابية وقطع طرق لم يعد مقبولاً نظرًا لما تمثله هذه الأعمال من تهديد للأمن القومي المصري ومن ترويع غير مقبول للمواطنين». وتأتي هذه التطورات فيما تعززت الجهود الدولية للتوصل الى حل سلمي للأزمة في مصر، ويتوجه وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إلى القاهرة حيث يجري اليوم الخميس مباحثات مع الحكومة والمعارضة، كما ذكر المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي مايكل مان إن مبعوث الاتحاد الى الشرق الأوسط بيرناردينو ليون سيزور القاهرة في وقت لاحق «لمواصلة الاتصالات وجهود الوساطة». وفي واشنطن قال السناتور ليندسي غراهام إنه سيتوجه الى القاهرة بصحبة السناتور الجمهوري جون ماكين الاسبوع المقبل بناء على طلب من البيت الأبيض، من ناحية أخرى التقى وفد من الاتحاد الأفريقي محمد مرسي المحتجز في مكان لم يكشف عنه منذ الإطاحة به في 3 يوليو، بحسب ما أعلنت الرئاسة المصرية، وأطلقت السلطات المصرية حملة دبلوماسية باتجاه الاتحاد الافريقي لشرح وجهة نظرها بإزاء ما حدث في مصر وفحواها أن مرسي «أخفق» في إدارة العملية السياسية وأن التظاهرات الهائلة في 30 يونيو شكلت «ثورة» على تظامه، فيما كشف خبراء أمنيون الخطة الأمنية لتنفيذ قرار مجلس الوزراء المصري بفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول في ميداني «رابعة» بمدينة نصر و»النهضة»بمحيط جامعة القاهرة، مؤكدين أن التعامل سيكون تدريجيًا، وأن الحسم سيكون عقب إجازة عيد الفطر، وقال الخبير الأمنى العقيد خالد محمد زكى أن خطة إخلاء وفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول ستكون على عدة مراحل بدأت أولى خطواتها بالفعل منذ الأسبوع الماضى بحصار المعتصمين، كما أشار إلى أن الخطوة التالية ستكون قبل عيد الفطر بالطرق والأساليب السلمية وأبرزها التفاوض والإنذارات المتتالية، فإذا لم تتم الاستجابة ستكون المرحلة التالية لفض الاعتصام بالقوة وتدريجيًا وبأقل الخسائر البشرية، لافتًا أن وزارة الداخلية ستتعامل مع الموقف حسب التقارير الواردة من موقع الإعتصامين حيث أن المقاومة المسلحة من جانب أنصار المعزول واردة، من جانبة توقع الخبير الإستراتيجى اللواء محمد عكاشة خسائر بشرية كبيرة عند فض الاعتصام نظرًا لتمسك أنصار المعزول بالبقاء فى الميادين، والإصرار على تحقيق أهدافهم التى تجاوزها الزمن، وحمل الإخوان مسؤولية وقوع ضحايا وهو ما يسعون إليه بهدف الظهور أمام الرأى العام العالمي بأنهم ضحايا، فيما أعلن أنصار المعزول تحديهم لقرار مجلس الوزراء، ونظموا عدة فعاليات مساء أمس للتأكيد على البقاء والتحدى لأى قرارات بفض الاعتصام بالقوة.