أعلن التلفزيون الرسمي المصري أن وزارة الداخلية تراجعت عن قرارها السابق فض اعتصامي رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة أمام جامعة القاهرة المؤيدين للرئيس المعزول د. محمد مرسي باستخدام القوة. وكانت وزارة الداخلية قد حصلت الأسبوع الماضي على تفويض رسمي من مجلس الوزراء المؤقت برئاسة د. حازم الببلاوي بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة اللذين يعتصم فيهما أنصار الرئيس المعزول منذ ما يزيد على خمسة أسابيع للمطالبة بعودة مرسي لسدة الحكم مرة أخرى بعدما عزله الجيش في 3 يوليو الماضي. وقالت مصادر بوزارة الداخلية إن قيادات أمنية سابقة وحالية اجتمعت مع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وحذرته من مخاطر فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة؛ لأن ذلك سيسفر عن وقوع مجزرة بشرية يدفع ثمنها وحده، وتقديمه ككبش فداء، ومحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية نتيجة حجم الخسائر البشرية التي ستحدث نتيجة عملية فض الاعتصام. وأضافت المصادر بأن التحذيرات جاءت من قيادات أمنية عملت لسنوات في مواجهة الإرهاب خلال التسعينيات من القرن الماضي، موضحة أن الخبراء الأمنيين اقترحوا على وزير الداخلية عدم استخدام القوة المفرطة في التعامل مع المعتصمين، ومنع المواجهة على الأرض نهائياً؛ لأن ذلك سيجر الوزارة إلى مجزرة تريدها جماعة الإخوان للمتاجرة بها دولياً. وأشارت المصادر إلى أن القيادات الأمنية حذرت وزير الداخلية من التصدي لأية مظاهرات سلمية في الشوارع، مع التعامل بحكمة مع قاطعى الطرق، وعدم الدخول في اشتباكات مع المتظاهرين نهائياً، مثلما كان يحدث من قبل. ونصحت القيادات الأمنية وزير الداخلية باستخدام النفس الطويل لفض الاعتصام، والاستمرار في الضغط النفسي والإعلامي على المعتصمين، إضافة لتنظيم تدريبات لقوات الشرطة بالقرب من منطقة رابعة العدوية لبث الرعب في قلوب المعتصمين، ودفعهم إلى الخروج منه بأية طريقة دون وقوع خسائر. وأكدت المصادر أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم اقتنع بما قالته له القيادات الأمنية، ورفض التسرع في فض اعتصامات مؤيدي مرسي؛ ولذلك طلب الوزير من رئيس الوزراء حازم الببلاوي، خلال اطلاعه على خطة الوزارة للتعامل مع الاعتصامات، أن تكون هناك سلسلة من الإجراءات للتضييق على المعتصمين، وإطلاق تحذيرات متكررة لهم، كما أنه يجب مواجهة هذه الاعتصامات سياسياً ودينياً وإعلامياً. من جانبه دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب جموع الشعب المصري إلى المشاركة في مليونية «ليلة القدر» تحت عنوان «الدعاء على الظالمين»، اليوم الأحد، في ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة وفي كل ميادين مصر ودول العالم بأسره. وقدَّم التحالف الوطني لدعم الشرعية، في بيان له، الشكر والتقدير للشعب المصري العظيم، على مواصلة خروجه بعشرات الملايين في كل محافظات مصر، دفاعاً عن الشرعية الدستورية، ورفضاً للانقلاب العسكري، ومتحدياً للإرهاب والتهديد والقتل الذي يمارسه قادة الانقلاب، وذلك في مليونية «مصر ضد الانقلاب»، التي انطلقت من أرجاء الجمهورية كافة والعديد من دول العالم أمس الأول الجمعة. وأضاف البيان بأن مليونية الجمعة أكدت أن الشعب المصري مصمم على استكمال طريق ثورة 25 يناير حتى تحقق أهدافها كافة. وأدان التحالف ما قامت به قوات الداخلية من الهجوم بقنابل الغاز والأسلحة والخرطوش على المتظاهرين السلميين أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، مؤكداً أن «الإجرام والقتل والعنف لن تثنينا عن سلمية ثورتنا حتى تتحقق آمال وطموحات شعب مصر العظيم». وحمّل التحالف المسؤولية الكاملة عن قتل مئات المصريين وجرح آلاف المصابين للانقلابيين والإعلاميين الذين يحرضون على القتل بالليل والنهار، سواء كانوا أصحاب قنوات أو مذيعين، أو غيرهم من الذين يحرضون ويمولون ويساعدون في القتل، كما يحمل التحالف الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي هذه المسؤولية لاشتراكهم المباشر في التحريض على الانقلاب ودعمهم له.