رجل أمن يستشهد فداء لوطنه ويترك خلفه أطفالا وأما وأبا وزوجة مكلومة، ورجلا لصا سرق وطنه، وباع ضميره وأطعم أهله مالا حراما دون أن يخجل من ربه أو يخاف من رقيب في الدنيا وحسيب في الآخرة. بين الاثنين قصة بدأت منذ عقود ولم تنته حتى اللحظة. فالمشاهد تتكرر والشهيد ينساه الناس بعد شهر أو حتى عام، بينما من انتفخت جيوبه وتضخمت ثرواته فهو الحاضر في كل مجلس والشاهد على كل مناسبة. مشاهد مؤلمة لن تتوقف إلا إذا أخذنا بما قاله الفاروق عمر رضوان الله عليه قبل 1400 سنة : «من أين لك هذا !؟» .. لماذا لا نطرح هذا السؤال على أناس يجلسون على كراسي لوظائف ذات رواتب عادية يملكون القصور والسيارات الفارهة والشاليهات والأبراج!؟ لماذا نصبح كالنعام لا نجرؤ على طرح هذا السؤال رغم علمنا ويقيننا بأنه العلاج الوحيد لمرض الفساد!؟ لو طرحنا هذا السؤال على كاتب العدل الذي اعترف بحصوله على 15 مليونا من عملية واحدة من البداية لما وصلت ثروته إلى ما وصلت إليه ولما تجرأ غيره. نحب وطننا ونموت فداء له ولهذا نلح على طرح هذا السؤال : «من أين لك هذا»؟! ونضيف «بأثر رجعي» .. ولكم تحياتي [email protected]