قبل خمس وعشرين سنة كتبت موضوعاً يعتبر في ذلك الوقت خطيراً فآنذاك لم يكن إعلامنا يتجرأ على نقد رئيس بلدية أو إدارة خدمية. لا أدري ان كنت كتبته من باب الشجاعة أو الجرأة أو حبي لوطني أم لكل هذه الأسباب مجتمعة. حينها كنت محرراً متعاونا ومشاركا في حفل افتتاح نادي الوصل الإماراتي الذي تزامن مع بناء مقر نادي القادسية الحالي. بعد عودتي كتبت أن تكاليف إنشاء ملعب القادسية بمدرجاته الحديدية ضعف تكاليف نادي الوصل شاملا ملعبه ومدرجاته وقاعاته ومسابحه ومكاتبه. كنت مستغرباً لماذا ندفع لمشاريع أضعاف المبالغ التي يدفعها غيرنا لمشاريع أفضل وأكثر شمولية. بعد كل تلك السنين يبقى السؤال نفسه لماذا يحدث ذلك؟ تكاليف إعادة إعمار مدينة كرست شيرش النيوزيلندية بكامل خدماتها وبنيتها التحتية بعد أن دمرها الزلزال الأخير لم يتجاوز أربعين مليار ريال، وهو رقم ليس ببعيد عن أرقام بتنا نسمعها لمشاريع لا يمكن مقارنتها بالمشروع النيوزيلندي لا من قريب ولا من بعيد. أطرح السؤال الذي طرحته قبل عقدين ونيف وهو لماذا ندفع كل هذه المليارات بينما يدفع غيرنا مئات الملايين لمشاريع مشابهة!؟ الشركات تنهبنا على عينك يا تاجر. ولكم تحياتي. [email protected]