( قبل كل شيء أأمل أن لا اتهم بالعنصرية فالوافدون الى وطننا للعمل او الزيارة هم ضيوفنا واخواننا ) عندما تعبر جوازات بعض دول الخليج وأنت تدخل المملكة تصاب بالدهشة وأنت ترى سائقي المركبات وقد تغيرت سلوكياتهم في قيادة السيارة فجأة وكأنهم خرجوا من ( خنقة ) ووجدوا أنفسهم في صحراء أو حلبة سباق يمارسون فيها حريتهم وقيادتهم المجنونة دون حسيب ولا رقيب .. لماذا لم يجروء هذا المواطن الخليجي على قيادة سيارته بهذه السرعة الجنونية قبل أن يدخل حدود المملكة ... لماذا يتجرأ الوافد الأجنبي لدينا ويصعد بسيارته فوق رصيف المشاه ويوقف سيارته في الأماكن الممنوع فيها الوقوف ؟ لماذا يتعامل معك البائع والموظف الوافد وخاصة الذين يشعرون انك بحاجة لهم بتعالي ؟ لماذا يلوي سائق العائلة والخادمة ذراع (كفلائهم ) ؟ في كل العالم يشكو الأجنبي من المواطن إلا نحن نشكو من ظلم الوافد ربما هذا ( برضي منظمة حقوق الإنسان ) .. لماذا يحدث ذلك ؟؟ لو تأملنا وبحثنا عن الأسباب لوجدناها واضحة فمنها ما تسبب فيه المواطن ومنها ما تسببت فيه الأنظمة ... فعلى سبيل المثال لو تعاملت إدارة المرور بصرامة وبدون مجاملة لكائن من كان في تطبيق نظام المخالفات المرورية لما تجرئ المواطن على ارتكابها وبالتالي لم يجترئ الوافد .. فعندما لا يحترم المواطن وطنه ويقوم بالمخالفات بشكل علني فهو يمنح الوافد الفرصة لتقليده .. فمتى ما احترمنا وطننا فنحن سنفرض احترامه على الآخرين .. وعندما تخفف الجهات ذات العلاقة من قيمة ( فيزا ) الاستقدام على سبيل المثال وتفرض شروطنا لا شروط دول ( العمالة ) وتنظم عملية الاستقدام تكون قد حمت المواطن من استغلال الخدم والسائقين لكفلائهم .. كثيرة هي الأمثلة التي يجب أن يعاد فيها النظر من قبل الجهات ذات العلاقة ويتحمل المواطن جزءا كبيرا أيضا منها فلو امتنع المواطن عن التستر على العمالة لفقد الكثير من العمالة ابتزازهم للمواطن .. ولو عمل أبنائنا في المجالات الفنية والعملية مثل إصلاح الأجهزة وأعمال الصيانة بشكل عام لما اضطررنا إلى الرضوخ لشروط الوافد .. نحن نحتاج إلى أن نكرس ثقافة حب الوطن ليس فقط من خلال الأغاني بل من خلال تعليم أبنائنا وغرس القيم التي تجعله ينفعل وهو يرى مواطنا آخر أو وافدا وهو يرتكب أي مخالفة حتى وان القى بمنديل ( ورقي ) في الشارع وليس في برميل الزبالة . السؤال هل تجروء هذه العمالة على ارتكاب تلك المخالفات في دولها ؟؟ لا اعتقد ذلك .. ربما لخوفها من العقاب وربما لحبها لأوطانها .