الاستقرار السياسي ذو أهمية كبيرة وأساس في الاستقرار والتنمية الاقنصادية لأي بلد في العالم. ولا يمكن لدولة تحقيق التنمية الاقتصادية في ظروف سياسية وشعبية مضطربة لأن الاستثمارات تبحث عن بيئة مشجعة على النمو وتحقيق الأرباح في ظل مخاطر منخفضة. ويعد الاستقرار السياسي أهم العناصر المحددة والمشجعة على الاستثمار والتنمية الاقتصادية. ولقد ساهم عدم الاستقرار السياسي في سوريا ومصر وتونس ولبنان في زعزعة ثقة السياح العرب والأجانب في السياحة في تلك الدول مما جعل الكثير منهم يغيّرون وجهة سفرهم للسياحة إلى دول أخرى تتمتع بالأمن والاستقرار السياسي. والحقيقة أنه قبل شهور قليلة، كان المصريون يعوّلون على موسم الصيف لتحريك السياحة في مصر وتنشيط اقتصادهم الذي بدا واضحاً للمحللين الاقتصاديين والسياسيين أنه مستمر في الانهيار. إن مظاهرات المعارضين للوضع السياسي في مصر ساهمت في خوف السياح من التوجه إليها للسياحة، بل تخوف المستثمرون الخليجيون والأجانب من الاستثمار في مصر التي تزيد فيها الصراعات بين الأطياف الدينية والسياسية المختلفة، حيث كان آخرها المشهد السياسي المقلق الأخير قبل حوالي أسبوع بين المعارضين للإخوان المسلمين والمؤيدين لهم، حيث عزل الجيش الرئيس المنتخب ودخلت مصر في دوامة سياسية. إن حياة السياح الخليجيين وغيرهم من السياح العرب المؤيدين للمناضلين السوريين في خطر في لبنان والدول السياحية المجاورة، فتأييدهم للجيش الحر ضد دكتاتورية بشار وأقليته التي شردت الشعب السوري جعلهم وخاصة الخليجيين منهم هدفاً للنظام القمعي في سوريا ولبنان. ولقد أرسل النظام السوري خلاياه الإرهابية إلى دول عربية مجاورة لتخويف السياح وذلك لإلحاق الضرر بهذه الدول جراء تأييدها للمظلومين والمشردين السوريين داخل وخارج سوريا. أما السياحة في لبنان فقد هددها دعم حزب الله للنظام السوري الإرهابي والذي مزّق وشتّت الأمن العربي، بحيث ظهرت آثاره السلبية على السياحة في سوريا ولبنان بعد أن كانتا وجهة سفر للسياح العرب، خاصة السياح الخليجيين. أما اليوم فإن السفارات الخليجية تحذر رعاياها من السفر إلى لبنان ومصر وسوريا خوفاً على أمنهم وحياتهم في هذه الدول التي تعيش اضطرابات سياسية وحروباً مدمرةً كما هو الوضع في سوريا. ولاتزال تونس تعيش تبعات الثورة ضد النظام السابق، حيث لا تزال تحاول استرجاع سواحلها عبر ذاكرة السياح الذين فقدوا الثقة في العودة إليها مرة أخرى في ظل نظام سياسي غير مستقر. وليست السياحة في الجزائر واليمن في وضع مطمئن فهي تعاني من عدم الاستقرار الأمني لأن موجات الثورات مستمرة. المؤشر الحقيقي على تراجع السياحة في الدول العربية يشير إلى تراجع كبير في الطلب على تذاكر الطيران للسفر وحجوزات الفنادق، بل ألغيت حجوزات كثيرة بسبب الثورات المستمرة في بعض هذه الدول. أما مؤشر السياحة الداخلية في المملكة فيشير إلى ارتفاع في الطلب على تذاكر السفر وحجوزات الفنادق والشقق المفروشة في المناطق السياحية الجنوبية وغيرها. وفي الختام أتمنى للدول العربية التي تعيش ثورات الأمن والاستثقرار وعودة السياحة فيها إلى ما كانت عليه، بل وإلى أفضل مما كانت عليه لتكون منافسة للسياحة في الدول الأجنبية. [email protected]