استجاب العديد من الأسر السعودية، فورا لتحذيرات وزارة الخارجية التي حذرت من السفر إلى بيروت في الفترة الحالية، وفيما كانت الوجهة الثانية أو البديلة القاهرة، أجهضت مظاهرات أمس الأول التفكير في هذا البديل، لتستقر أغلبية الأسر على دبي، وبعض البلدان الخليجية الأخرى. وكانت وزارة الخارجية أصدرت أمس تعميما، نصحت فيه المواطنين بعدم السفر إلى لبنان، وقالت في بيان أصدرته «نظرا إلى تطور الأوضاع في الجمهورية اللبنانية، تنصح وزارة الخارجية المواطنين بعدم السفر إلى لبنان لحين عودة الهدوء والاستقرار». وأوضح المدير العام لوكالة المؤيد للسفر والسياحة مساعد المؤيد أن 80 % من الراغبين في السفر إلى بيروت ألغوا حجوزاتهم المقررة عقب الأحداث السياسية في لبنان، مضيفا أن الغالبية العظمى غيروا مسارات رحلاتهم إلى الإمارات العربية وإلى مدينة دبي تحديدا بشكل كبير. وأبان ل «شمس» أن قطاع الفنادق شهد إقبالا كبيرا لإلغاء حجوزات الفنادق والشقق، مشيرا إلى أن الإلغاء أسهم في خفض أسعار التذاكر في الوقت الحالي بشكل كبير وبنسبة تبلغ 20 % من القيمة السابقة. وبين مساعد المؤيد أن الإلغاء جاء من المسافرين السعوديين، واللبنانيين والجنسيات الأخرى، ولم يقتصر على السائحين فقط حتى على مستوى الأعمال. وذكر مدير الصالات في وكالة الطيار للسفر والسياحة دخيل الطيار ل «شمس»أن إلغاء الحجز يتم التعامل معه مثل الأوضاع الطبيعية وفقا لنظام الخطوط، ويتم حسم بعض المبالغ من المسافرين الذين ألغوا رحلاتهم «نسبة إلغاء الحجوزات بلغت 80 %، حيث غير المسافرون حجوزاتهم في الطيران والفنادق إلى مدينة دبي، وأصبح الإقبال يبلغ أكثر من 70 %، خاصة في ظل انطلاق مهرجانها السياحي». إلا أنه أشار لتأخر بعضهم في إلغاء الحجوزات «حتى مشاهدة تطورات الأحداث في لبنان، حيث إن هناك أعدادا تروت في سحب حجوزاتها». كما أبدى عدد من هواة السفر في العطلات النصفية، تراجعهم عن السفر إلى بيروت أو القاهرة، في ظل ما اعتبروه عدم استقرار، حتما سيؤثر على صفو رحلتهم السياحية. وأوضح الموظف في شركة خاصة ممدوح الشمري «27 عاما»، أنه سمع عن الإشكاليات التي في بيروت، واطلع على تعميم وتحذير وزارة الخارجية السعودية، لذا تراجع عن السفر في هذه العطلة «سمعت عن المشكلات الأخيرة التي حصلت في لبنان، على الرغم من زيارتي لهذا البلد شبه سنوي، ومادامت وزارة الخارجية نصحت المواطنين بعدم السفر إلى لبنان فبالتأكيد لن أغامر وأذهب لأن الدولة قد ترى الأمور بعين لا يمكننا رؤيتها، ولذلك قررت على الفور تحويل الوجهة إلى بلد آخر، وأعتقد أن الخيار المطروح حاليا يتمثل في تركيا، خاصة أنها تتمتع بالأمان، وتتميز بالأسعار المعقولة والأجواء الرائعة بعيدا عن المشاكل التي تحصل في الد ول الأخرى». ويتحسر الموظف الحكومي فلاح الشمري «30 عاما»، على إلغاء رحلته إلى لبنان «لأنها من الدول الجميلة التي سبق أن زرتها وأنوي تكرار زيارتي لها، ولكني في الحقيقة في ظل نصيحة من وزارة الخارجية بعدم زيارة لبنان، بالتأكيد لن أفكر في زيارتها مادامت هناك مشكلة قائمة فيها، لأنني يهمني الأمن بالدرجة الأولى في البلد الذي أفكر في زيارته، وستكون زيارتي إلى سورية لأنها الأنسب من حيث الأسعار والأقرب في الأجواء». ويفضل الموظف صالح الأسلمي «25 عاما»، التوجه إلى سورية لقرب المسافة «ولأنها من البلدان التي تستحق الذهاب إليها، خصوصا في هذه الفترة لوجود الثلوج والأماكن الجميلة، وأنا لم يسبق أن زرت لبنان، ولا أنوي زيارتها لأن الأمن فيها ليس بالكفاية في الوقت الحالي، والآن كما نسمع فإن الأوضاع ليست جيدة، وهذا ما أخبرني به أخي عندما كان ينوي زيارة لبنان، ثم غير وجهته إلى مصر ثم الآن يبحث عن وجهة أخرى». أوروبا أفضل ويرفض الموظف عسكر الزميلي «25 عاما»، فكرة التغيير إلى بلد عربي آخر «لأن الدول العربية لم تعد تغريني في زيارتها، خصوصا ما يحصل في لبنان، وأخطط أن تكون زيارتي لإحدى الدول الآسيوية حيث نصحت بعض الأصدقاء ممن كانوا ينوون التوجه إلى لبنان إلى السفر إلى الدول الآسيوية أو الدول الأوروبية، بعيدا عن تعرض أحدهم للمشاكل أو المساءلة، فنحن نبحث عن راحتنا في السفر وليس في مشاكل بعض الدول بالإضافة إلى بحثنا عن التي تنعم بالأمن والاستقرار». انتظار وترقب لكن الموظف حمود العنزي «30 عاما»، ما زال يحدوه الأمل في الاستقرار السريع، للحاق بآخر الإجازة النصفية «قرأت عن نصيحة وزارة الخارجية بعدم زيارة لبنان في هذه الفترة، لحين عودة الهدوء والاستقرار، لتطور الأوضاع فيها وتخوف الدولة على مواطنيها، حيث كنت أنوي زيارتها في الأيام الماضية مع عائلتي، ولكنني سأنتظر لحين عودة الأمن والاستقرار، ولا أنوي حاليا الذهاب لمكان آخر لحين سماعنا عن الأمن التام للمنطقة، وإن تأخر فإني سأقوم بتغيير الوجهة فورا لأي بلد قريب سواء من دول الخليج أو إحدى الدول العربية» .