في الوقت الذي بلغت فيه تقديرات أعداد السعوديين المسافرين في إجازة الربيع ب750 ألفاً، يتوقع أن ينفقوا نحو 7 بلايين ريال، ارتفعت أسعار تذاكر الطيران وحجوزات الفنادق في دول خليجية 50 في المئة، في مؤشر على الإقبال السعودي الضخم على تلك الدول. وتربعت مدينة دبي على رأس المدن الخليجية المستهدفة، بحسب خبراء في السياحة والسفر، فبحسب مدير مجموعة الطيار الدكتور ناصر الطيار فإن إمارة دبي تستحوذ على 75 في المئة من رغبات السعوديين في السفر خلال عطلة الربيع للعام الحالي، عازياً ذلك إلى قصر الإجازة وقدّر الطيار عدد المسافرين السعوديين في عطلة الربيع بشكل عام ب750 ألف مسافر، «يتوقع أن ينفقوا 7.5 بليون ريال خلال هذه الفترة». وأضاف أن موجة الحجوزات الكبيرة دفعت كثيراً من شركات الطيران إلى رفع أسعار التذاكر الطيران وحجوزات الفنادق في الدول الخليجية بنسبة 50 في المئة. وأشار إلى أن الدول الخليجية هي أبرز الوجهات التي يسافر إليها السعوديون مثل أبو ظبي والدوحة والكويت، وهناك نسبة بسيطة من المسافرين السعوديين توجهوا إلى دول أخرى. من جهته، أشار المدير العام لوكالة ابن غيث للسفر والسياحة أحمد بن غيث أن دبي تستحوذ على نسبة 70 في المئة من رغبات السعوديين في السفر إليها، تليها قطر ثم الكويت التي تأثرت سياحياً بإضراب الجمارك، مشيراً إلى تأثر لبنان وسورية بأحداث الربيع العربي. ولفت الغيث إلى انخفاض في مستوى الإقبال السياحي على تركيا «لعدم وجود رحلات للخطوط السعودية والتركية، مشيراً إلى أن أسعار الطيران والفنادق تعتمد على العرض والطلب من ناحية ارتفاعها وانخفاضها. ونوه ابن غيث إلى تأثير ثقافة الادخار التي بدأت تروج أخيراً بين السعوديين في إغلاق الحجوزات باكراً، «بعض السعوديين حجز تذاكر الطيران والفنادق منذ ثلاثة أشهر»، مشيراً إلى أن غالبية المسافرين من العائلات تقدر أعدادهم ب300 ألف مسافر. داخلياً، اعتبر الغيث أن مكةالمكرمة والمدينة المنورة لا تزالان الوجهتين المفضلتين للسياحة الداخلية، لافتاً إلى ارتفاع الإقبال على رحلات جدة هذه الأيام، ما أسهم في زيادة الطلب على الفنادق في جدةومكة. وتوقع انخفاض نسبة السياح السعوديين المتجهين إلى أوروبا في الإجازة الصيفية نتيجة دخول شهر رمضان في منتصف الإجازة هذا العام»، منوهاً إلى أن الوجهات الأوروبية ستتأثر بقلة سفر السعوديين إليها هذا العام. من جهته، أشار مدير وكالة عبر القارات للسياحة تركي العميقان إلى أن الوجهة الأساسية حالياً هي دبي بنسبة 75 في المئة، «لقصر مدة الإجازة وسفر أكثر العائلات عن طريق البر إلى دبي وارتفاع أسعار تذاكر الطيران، مشيراً إلى أن هناك عشر رحلات تتجه إلى دبي يومياً. وبين العميقان أن عدد المسافرين إلى خارج المملكة في إجازة الربيع هذا العام يبلغ عددها 750 ألف مسافر وتحظى دبي بنسبة 400 ألف مسافر سعودي إليها في هذه الإجازة، ويبلغ الإنفاق المتوقع للمسافرين السعوديين خارج المملكة ثلاثة بلايين ريال. وأشار إلى أن غالبية العائلات ترغب في السفر إلى دول الخليج عبر البر لقرب المسافة، مضيفاً أن العائلات تبحث عن الدول الأكثر أمناً، إذ انخفض عدد الرحلات إلى لبنان والقاهرة والمنامة بنسبة كبيرة بسبب الربيع العربي. يذكر أن السعودية تركز حالياً على تطوير بنيتها التحتية الضرورية لقطاع السياحة مثل المطارات بهدف تشجيع السياحة الدينية والبينية وسياحة الأعمال، إذ تنفق أكثر من 500 مليون دولار على توسيع المطارات الحالية وتخطط لبناء مطار جديد في جدة بكلفة سبعة بلايين دولار. وتوقع تقرير اقتصادي في قطاع السفر والسياحة في السعودية أن إجمالي عدد الرحلات السياحية في المملكة سيصل بحلول عام 2020 إلى 86.1 رحلة ونمو الإنفاق السياحي إلى 219.4 بليون ريال.