أن يتكرر الخطأ من فرد أمر مقبول ومعقول، بل إن الخطأ يتحول إلى مجموعة من الدروس في كل مرة فيتعلم ويتعلم حتى يبتعد عن الخطأ نهائياً ، أو يبتعد عن الصواب . ولكن هل يعقل ألا تتعلم أمة كاملة من أخطائها التي تكررت آلاف المرات وعلى مدى قرون زمنية طويلة . أيعقل أن يكون التاريخ العربي الإسلامي كجثة هامدة بيننا لا نتعلم منها شيئاً أبداً منذ أول فتنة حدثت في عهد الصديق رضي الله عنه حين ارتد عن الإسلام من ارتدوا عندما ظنوا أن الإسلام انتهى مع وفاة رسول الله عليه الصلاة السلام ! لتبدأ بعد ذلك انقسامات كثيرة وتشرذمات متعددة تنهش في جسد الأمة العربية ولا نفطن إلى أننا نفتعل تلك الانقسامات وفي كل مرة نتحجج بالدين وحمايته أو الموالاة وضرورتها أو عون المستضعفين وإنصافهم . وكنا كأمة عربية وإسلامية نكذب الكذبة بعد الكذبة ونصدقها ونجد من يصدقها معنا منا !! في كل مرة ننفي أطماعنا الشخصية وندعي أننا حماة الإسلام فنقتل ونشرد ونمثل بالجثث ونكبر الله ونحن نقوم بكل جريمة تتلوها جريمة !! ونأتي بمسميات غريبة لكل جرائمنا فمرة نقول الجهاد ومرة نقول الإصلاح !! ونحن في كل ذلك نعرف أننا انقسمنا إلى حزبين حزب يخطط وفي ذهنه صورة لنفسه تشبه فرسان بدر و القادسية واليرموك وحزب يصدق تلك الصور الموهومة ويفرح بها ويهلل لها وعندما يقال له : أشمل يتجه حيث قالوا ! وإذا قيل له أجنب استجاب . سنوات وسنوات ونحن نصنع الكره ونمجد القتل بألف حجة وحجة ويكفيك فقط أن تحمل سيفاً قديماً أو رشاشاً حديثاً وتنطق ما يجود به لسانك من مفردات إسلامية الروح حتى تجد العشرات يفعلون ما تفعل تحت وهم كبير اسمه النصر على العدو!! ولا نتوقف لنتساءل من هو العدو ؟ وأي من إخواني هو ؟!! ولماذا عندما صيرته عدواً لي نسيت العدو الأول وليس أسوأ حالاً من كل ذلك أن يدعي بعضنا اقتسام الصحابة فقسم لنا وقسم لهم ذاك نريده وهذا نرفضه في مخالفة كبيرة و صريحة وواضحة للقرآن الكريم . نختلف في تفاصيل صغيرة ابتدعناها وننسى اختلافنا الكبير الذي صنعناه منذ قرون طويلة . سنوات وسنوات ونحن نصنع الكره ونمجد القتل بألف حجة وحجة ويكفيك فقط أن تحمل سيفاً قديماً أو رشاشاً حديثاً وتنطق ما يجود به لسانك من مفردات إسلامية الروح حتى تجد العشرات يفعلون ما تفعل تحت وهم كبير اسمه النصر على العدو!! ولا نتوقف لنتساءل من هو العدو ؟ وأي من إخواني هو ؟!! ولماذا عندما صيرته عدواً لي نسيت العدو الأول . وصممت أذني عن صوت حق يقول : أنت عدو نفسك حين سمحت لذلك التاريخ الأحمر المدنس بالأطماع أن يهزمك بأكاذيب كبيرة تتلاعب بقدراتك العقلية وتجعلك مجرد أداة يستخدمها غيرك ليتخلص منك . ولا يتركون لك وقتاً لتحيا وتصنع الحياة وتستمر في صناعتها ومن يفعل بك ذلك ليس عدواً غريباً بل هو العدو الذي لم نفلح إلا بصناعته !! صناعة تبوء بالخسران مهما ادعينا رواجها . عدو صنعنا منه نماذج كثيرة صارت تحاربنا في قلب بيوتنا وقبلها عقولنا وتكون النتيجة كما هي اليوم مزيد من الوهم ومزيد من الدماء العربية الإسلامية الخالصة !! ليستمر سفك الدماء الذي بدأ قبل أربعة عشر قرناً من الزمان وتستمر الدموع ويتعالى الاستصراخ لننقذ بعضنا بعضاً بعد أن قتلنا بعضنا بعضا !! حالة غريبة لا أستنتج منها إلا لون الدم وسيماء الجهل وقبح الأطماع . Twitter: @amalaltoaimi