مع دخول موسم الصيف تستعد العديد من الأسر السعودية والأفراد للسفر للخارج ، ولذلك يجب علينا ان نفهم بعض الأمور لتجنب بعض الاحراجات التي نتعرض لها سنويا بسبب ما أنعم الله علينا من ثروات نفطية في باطن ارض الجزيرة ، فبعض مواطني الدول التي نزورها يعتقدون أننا «جميعا» اغنياء و يمكنهم ان يستغلونا برفع بعض الاسعار بحجة أننا نبيع النفط في الصباح في حراج قرب الميناء ليصل إلى بلدانهم بأسعار مرتفعة لنزيد لذلك من تعاستهم المالية بالاضافة لمساهمتنا في تلويث البيئة ، و لكن ما يجهله البعض هنا وهناك أن الضرائب التي تفرضها دولهم قد «تفوق» قيمة الخام الذي يصلهم من البلدان النامية ، فبريطانيا مثلا تفرض ضرائب تشكل اكثر بقليل من 60% من القيمة الاجمالية للنفط الخام «بحسب تقرير أوبك» لعام 2011 ، بعض مواطني الدول التي نزورها يعتقدون أننا «جميعا» اغنياء ويمكنهم ان يستغلونا برفع بعض الاسعار بحجة أننا نبيع النفط في الصباح في حراج قرب الميناء ليصل الى بلدانهم بأسعار مرتفعة لنزيد لذلك من تعاستهم المالية و بلغة الأرقام فعندما يكون السعر المتوسط للنفط 113 دولارا /للبرميل فإن الضرائب تصل 200 دولار/للبرميل و الهامش الصناعي لا يصل إلى 6% أو مايعادل 18.4 دولار/للبرميل ، وعلى ذلك فإن الكثير من الدول المستهلكة للبترول تستفيد من استهلاك البترول المحلي احيانا اكثر من استفادة الدول المنتجة و المصدرة للنفط للخارج ، ولكنها بذلك ترفع تكلفة السلع على المستهلكين في العديد من الدول النامية - المصدرة للنفط الخام غالبا- و ذلك يزيد من تكلفة السلع على المستهلكين حول العالم و يضاعف من ثروات اصحاب الشركات العملاقة الذين اصبحوا يدفعون ضرائب اقل من ذي قبل في العديد من الدول ، فعوائد الضرائب لعام 2011-2012 من الشركات البريطانية العملاقة «مثلا» انخفضت بمقدار 21% مقارنة بعوائد ضرائب عام 2000-2001 بالرغم من زيادة عوائدهم و ارتفاع الربح التشغيلي ب 65% وصولا ل 329 مليار جنيه استرليني ، كما نما الاقتصاد البريطاني لنفس الفترة بنسبة 55% و نمت معها بذلك ايرادات الضرائب من الأفراد و الشركات «الصغيرة» «بحسب تقارير رويترز لعام 2012» ، و الآن شرعت بعض الدول في تطبيق «ضريبة الكربون» كما تفعل بعض الدول الأوروبية و استراليا مما رفع من تكلفة استخدام الطاقة ، ومن ذلك ارتفاع تكاليف السفر و ارتفاع فواتير استخدام الكهرباء و ما يتبع ذلك من ارتفاع تكاليف التصنيع والانتاج و التي يدفعها المواطن البسيط في تلك البلدان و القادم لها لغرض السياحة ، و ذلك يعني «مجددا» ارتفاع تكاليف المعيشة على الطبقة المتوسطة في مختلف الدول و زيادة هوامش الربح مع انخفاض الضرائب على الشركات العالمية مثل جوجل و امازون و آبل ، و هذا مثال لمدى قدرة الشركات على تغيير النظام لصالحهم و الاستفادة بقدر الامكان من النظام القائم عبر تحويل بعض الأموال لدول تعتبر ملاذا ضريبيا للشركات العملاقة. Twitter: @AB_SD