ما هو المشترك الأعظم بين العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين.. ؟ المشترك هو «الاضطرابات» والاغتيالات والاختطاف، وبعضها ينخرط في حرب وموت بكل أنواعه. والمشترك الأعظم الآخر أن الأصابع الإيرانية تنشط في هذه الدول. ويلاحظ أن البلدان التي يقوى فيها النفوذ الإيراني بين هذه البلدان، هي الأكثر دموية واضطراباً. بمعنى أن الاضطرابات تتصاعد طردياً مع قوة النفوذ الإيراني. والبحرين واليمن ولبنان أقل اضطراباً لأن طهران ليس لها نفوذ قوي بحيث يشعل اضطرابات دموية مفتوحة. ولا توجد مواجهات دموية ساخنة في مصر أو تونس أو ليبيا.. لأنه لا توجد أصابع إيرانية في هذه البلدان، وإن وجدت (في مصر مثلاً) فإنها ضعيفة ومتقزمة. وهذا هو السبب الذي يجعل قوى وطنية مصرية تعارض علاقات حميمة مع طهران، وقدوم أفواج من الإيرانيين لزيارة القاهرة، خشية على السلام الوطني في مصر. ولأن النظام الإيراني لن يقدم على أي خطوة من أجل سواد عيون المصريين، إن لم تحقق له هذه الخطوة نثر بذور أيديولوجية في أوساط المصريين. وبعد أن تنضج البذور وتؤتي أكلها ترتبط ولائياً بنظام طهران. وعندها سوف تشتعل مصر بنفس خطورة الاضطرابات في اليمن وسوريا والعراق. خاصة بعد أن أصبحت الخطط الإيرانية المتآمرة على الوطن العربي مكشوفة ومطبقة عملياً، و«على الهواء» في بلدان عربية عديدة، نرى نتائجها دماراً ونزاعات واضطراباً وقتلا وموتا وتدميرا ودموعا ونواحات وثكالى وظلمات سجون يدفن فيها كل من لا يعطي ولاءه لطهران. والملحوظ أن النظام الإيراني يحول مريديه ومواليه إلى «دمى» مسلوبة الإرادة، لا تفكر ولا تفعل ولا تتحرك إلا بأوامر من إيران. ولا تتكلم إلا بأفكار بعينها ومصطلحات و«لوازم» تكرر حد الملل، كما لو أن نسخاً من خطاب واحد توزع على المريدين والأتباع. يكررها كل مريدي طهران ومواليها، في الفضائيات، والمظاهرات مثل: «الوهابيين»، و«الإرهابيين»، و«المقاومة» و«الموت لأمريكا ولإسرائيل». ومن اللوازم ايضاً تهويل قوة طهران، وتصويرها على أنها قوة عظمى، وند لأمريكا، ولأوروبا. وبفضل السياسات الحكيمة للمرشد يسود العدل في إيران، والطموح والتفوق العلمي والصناعي، ولا يعاني مواطنوها لا فقراً ولا أمراضاً، ولا بيروقراطية ولا فسادا. واقتصادها مزدهر دائماً. ويتآمر عليها العالم، وهي، دائماً، المنتصرة. ويصورون إيران دولة ملائكية لا تحيك مؤامرات ولا تثير فتناً ولا تسحق كل من يقف في طريقها حتى وإن كان آية الله منتظري أو شريعة مداري أو حسين موسوي أو أحمد الخميني أو علي الأمين، أو متظاهرين فقراء عبروا، في شوارع مدن إيرانية، عن سخطهم من تغول السلطة وفسادها ونفاقها وعربدتها، فواجهوا قمعاً دموياً، ما كان الشاه ليقدم عليه، وأرسل الآلاف إلى السجون. وبعضهم خرج من السجون وهو لا يعرف أبناءه ولا أسرته ولا جيرانه ولا منزله. ** وتر في يمينك، شطآن وانكسارات ماء، ومراسٍ.. في شمالك، مد الصحاري، وخصل صبابا.. وأغان ولهى.. في سمائك ينابيع ضوء.. وطيوف نوارس عابرة. في قلبك.. كل هذا.. سما وماء وسهب ويم.. [email protected]