لا تترك طهران أية مناسبة إلا وتصدر تعليماتها لأتباعها وشبكاتها أن تستثمر المناسبة بكل أنواع الدسائس والتشكيك، وتلاحق الشبكات تحركات المسئولين الإيرانيين في العالم لتلميع السلوكية العدوانية الإيرانية وإثارة الشكوك وبث الشائعات. وقد اندلعت حملة الشكوك والشائعات أمس بعد لقاء الرئيس المصري محمد مرسي والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، بأن مصر سوف تسعى إلى صداقة إيران على حساب علاقاتها العربية، وأثارت الشبكات هذا اللغط - كما أثارته كثيراً - بهدف تسميم الأجواء بين الدول العربية وإعطاء صورة لإثارة الشكوك بين الدول العربية، بينما الحقيقة عصية على ناشري الفتن والمشككين وشبكات الميليشات الإيرانية النائمة والمستيقظة، لأن مصر بلد عربي ولن يدير ظهره لأمته مهما حاولت إيران وشبكاتها لي الذراع المصرية أو حبك الخطط والمؤامرات وتليين المسئولين المصريين بالشعارات الإسلامية المضللة، ثم إن مصر والدول العربية - وبالذات الخليجية - تلتحم في الهوية والمصير والمستقبل ونسب الأسرة الواحدة، بينما إيران لا تود من التقارب مع أي بلد عربي إلا زرع الفتن في ربوعه ونشر ميليشاته الفتانة ودسائسها، كما فعلت في مصر نفسها قبل فترة من الزمن، حينما حاولت طهران استغفال المصريين والعرب وجعل مصر ميداناً لنشاطاتها التخريبية. وعلى الرغم من أن مصر تمر بحالة مخاض الحراك والثورة، إلا أنها متيقظة للدسائس الإيرانية، ومتيقنة من أن الأصابع الإيرانية لا تمد يدها إلى بلد إلا وأفسدته، كما يحدث حالياً في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وتحاول بث سمومها أيضاً في دول الخليج. وتفضح حملات التشكيك واللغط العصبية - التي تنتاب النظام الإيراني وميليشاته - لأن طهران تكاد تفقد في سوريا أهم معاقلها التي تدير مؤامراته منه، وتصمم فيه تضليلاتها للعالمين العربي والإسلامي حول المقاومة والأخوة الإسلامية، بينما هي تمارس كل ما تكنه من عداء وأحقاد ضد الأمة العربية وشعوبها وقادتها، والدليل هو أن إيران الآن تصب الرصاص على رؤوس السوريين الذين أوهمتهم لعقود من الزمن بأنها صديقتهم ومحبتهم، وأمرت نظام الأسد أن يطلق آلة القتل في صفوفهم، حتى حصدت مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين، وبقية السوريين الذين لا يعطون طهران الولاء والطاقة يتم تشريدهم في منافي الأرض، وعلى ميليشات طهران وشبكاتها أن تفهم أن مصر أكبر من أن تنحني لدسائس إيران، وأن المصريين أذكى من أن يقتنعوا بتدليسات طهران، حتى وإن استطاعت إيران تجنيد أتباع من شواذ المصريين وسفهائهم، وتجربة البلدان العربية - التي عقدت صداقات مع طهران - لا تشجع على تكرار التجربة في بلدان عربية أخرى، فكل بلد تحل فيه طهران تشعل فيه نيران الفتنة والفرقة والنزاعات والاضطرابات، ولننظر الى حال لبنان والعراق وسوريا واليمن والبحرين، ماذا أحدثت بها أصابع إيران.!