بعد مرور عام على توقيع اتفاق التسوية السياسية بين طرفي الصراع في اليمن صالح وحزبه وتحالف أحزاب المشترك، وبعد 22 شهرا على انطلاق موجة الاحتجاجات ضد صالح ونظامه، وإزاحة صالح بمبادرة دول الخليج، شهدت اليمن تحولات كبيرة وأصبح المشهد السياسي مرشحا لإفراز مراكز قوى وتحالفات جديدة غير تلك التي عاشت خلال فترة حكم صالح. تيار إيراني قوي ومن بين التحولات البارزة تمدد حركة الحوثيين المسنودة بدعم إيراني كبير رغم قدمه إلا أنه أخذ أشكالا متعددة حديثا، صنعت وجودا قويا لتيار سياسي واجتماعي وديني يوالي طهران، ويتخذ من الثورة الخمينية والتوجهات السياسية الإيرانية أيديولوجيا ومعتقداً فكرياً يدمج بين السياسي والديني بنكهته المذهبية «الشيعية». ونزعت الثورة ضد صالح القيود الأمنية التي كان يضعها النظام على تحركات الحوثيين إضافة إلى المواجهة الاستخباراتية النشطة للدعم الإيراني بشقه المالي ومحاولة تجفيف الأنشطة التجارية التي نشأت بين طهران والحوثيين وجماعات موالية لإيران كانت تتخذ من التبادل التجاري واستيراد البضائع الإيرانية غطاءً لنشاطها. وكان الدعم يأتي للحوثيين والقوى الموالية لطهران منذ ما بعد عام 2000م على شكل عمل تجاري؛ حيث كانت المخابرات الإيرانية تمد تجاراً يمنيين بسلع استهلاكية ذات جودة مميزة بدون مقابل مادي وتباع في الأسواق اليمنية عن طريق هؤلاء التجار وتسلم لحلفاء طهران. وبعد تراخي قبضة نظام صالح الأمنية وانشغاله بملاحقة الاحتجاجات ضده التي عمت مختلف محافظات اليمن مطلع العام الماضي، وجدت طهران مناخا مناسبا وفرصة ذهبية لتوسيع رقعة تحركاتها في اليمن وتأسيس تيار قوي يخدم مصالحها وتوجهاتها في المنطقة انطلاقا من اليمن التي تملك خصوصية مذهبية سمحت لطهران بتنفيذ مشروعها. أحزاب موالية وكانت «الشرق» انفردت مطلع العام الجاري بنشر محتوى تقرير استخباراتي يمني كشف عن مخطط إيراني توسعي في اليمن يهدف إلى السيطرة على الساحة السياسية من خلال إنشاء أحزاب موالية لطهران وتمويل جماعات ونخب ثقافية وسياسية ومنابر إعلامية للعب دور سياسي يتبنى الرؤية الإيرانية تجاه الأحداث في المنطقة. وأوضح التقرير أن إيران وعبر عناصر تابعة لها من يمنيين ولبنانيين يتبعون حزب الله وسوريين وإيرانيين في أوروبا يعملون على تجنيد واستقطاب قوى وعناصر سياسية وإعلامية بصورة حثيثة داخل اليمن وخارجه من الطلاب المبتعثين للدراسات العليا والعناصر المعارضة في الخارج. الرئيس يقر وبعد تسعة أشهر من نشر «الشرق» للتقرير وفي شهر أكتوبر الفائت كشف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في محاضرة ألقاها بمركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين في واشنطن «إن اليمن تواجه تدخلات إقليمية معادية، منها التدخلات الإيرانية». وقال هادي إن هذه التدخلات تمثلت في الدعم الإيراني لبعض التيارات السياسية والمسلحة واستقطاب إعلاميين ومعارضين سياسيين في محاولة منها إلى تخريب التسوية السياسية التي تمت وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي قال إنها اعتبرتها «مبادرة سعودية أمريكية». الفكر الخميني عبدالملك الحوثي واستثمرت طهران الفترة التي رافقت العملية التوافقية والصراعات الداخلية وانشغال الحكومة الحالية بقضايا الآمن ومحاولة إعادة الاستقرار إلى البلاد لتدشين مشروعها في اليمن على المستوى السياسي والإعلامي والاجتماعي والمذهبي، وحققت نجاحا ظهرت مؤشراته من خلال تنامي قوة تيار إيران في اليمن الذي يضم تحالفات متنوعة تعمل جميعها لصالح هدف واحد ترسمه المؤسسات الإيرانية في طهران. وبعد أن كان وجود تيار طهران المتمثل في حركة الحوثيين محصورا على مناطق شمال الشمال تمدد هذا التيار ليتجاوز الروابط المذهبية ويصل إلى محافظات لم يكن للفكر الخميني الطائفي أية حضور فيها طيلة عقود طويلة. وتشير التقارير الأمنية والدراسات والمعلومات ذات الصلة إلى أن طهران استطاعت خلال فترة وجيزة تحقيق نجاح كبير من خلال الاستفادة من سقوط نظام صالح؛ حيث عمدت طهران إلى ملء الفراغ الذي أحدثه غياب صالح والدعم الذي كان يقدمه نظامه لكسب ولاء شيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية في مناطق الشمال. وخلال الشهور الثلاثة الماضية استطاع تيار إيران بزعامة حركة الحوثيين احتواء كبرى قبائل الشمال في محافظات عمران والجوف وصنعاء وذمار؛ حيث توجهت إلى محافظة صعدة وبصورة علنية قوافل كبيرة ضمت مئات السيارات تقل شيوخ وأبناء قبائل كبيرة أعلنت ولاءها لزعيم حركة الحوثيين عبدالملك الحوثي، وتم بث كلمات الحوثي لهذه الوفود على قنوات التيار ووسائله الإعلامية. حوثي منشق محمد عزان محمد عزان الباحث البارز ومؤسس تنظيم الشباب المؤمن الذي تحول إلى حركة الحوثيين حاليا بعد الانقلاب عليه من قبل حسين بدر الدين الحوثي قدّم قبل أيام فقط وتحديدا في تاريخ 3 من الشهر الجاري دراسة في منتدى العلاقات العربية والدولية في الدوحة حول العلاقات اليمنية الإيرانية (الجذور التاريخية والفكرية وأثرها في التطورات السياسية). وتبرز أهمية الدراسة كون عزان مؤسس التنظيم كان أحد الذين زاروا إيران والتقى الخميني وخامنئي ورفسنجاني، وعاد إلى صنعاء ليؤسس تنظيم الشباب المؤمن، وكان معه في ذات الزيارة عبدالكريم جدبان عضو البرلمان حاليا وأحد زعماء تيار طهران في اليمن حاليا حسب التقارير اليمنية ذات العلاقة. ويقول عزان في دراسته إن الإيرانيين لم يكتفوا بتكوين علاقات عادية مع مراكزَ قوىً سياسية وقبلية، حتى وإن كانت ستؤمّن لهم قدراً كافياً من الحضور السياسي والاقتصادي في الساحة اليمنية؛ لأنهم أرادوا علاقةً من نوع آخر، علاقةً تعتمد على أيديولوجية دينية، تنشأ عنها رؤيةٌ سياسية مشتركة، ويعود ذلك إلى سببين دينيين، وأسباب أخرى سياسية. معقل الزيدية وهذه الأسباب هي أن اليمن تعتبر أهم معاقل الزيدية -المحسوبين من فِرَق الشيعة- فهم ضمن من تعتبرهم إيران في دائرة مسؤوليتها، كونها ترى نفسها راعية التشيع في العالم، وبالتالي فالتواصل مع شيعة اليمن واجب ديني ومسؤولية أخلاقية، رغم اختلاف الزيدية معهم في أهم ركائز مذهبهم في المجال الديني والسياسي، وإن جمعهم العنوان العام للتشيع. المهدي المنتظر إضافة إلى أن من عقيدة الشيعة الاثني عشرية أنه سيخرج من اليمن رايةٌ تنصر «الإمام المهدي المنتظر»، وأنها ستكون أهم الرايات وأهداها، بل ويقدمونها على الراية التي يقولون إنها ستخرج من خراسان، وهذا ما يجعل الدولة الإيرانية -القائمة على أساس أنها ممهدة للمهدي وتتصرف في ممتلكاته- تنظر إلى أن العلاقة باليمن ليست مجرد علاقة سياسية دبلوماسية فحسب، ولكنها نظرةٌ دينيةٌ مصيرية، تُوجب عليهم شرعاً تأييد ومناصرة أي شيء يمهد لأمر الموعود، فكيف بالراية الأهدى؟ موقع استراتيجي وأضاف عزان في دراسته الحديثة أن أهمية الموقع الاستراتيجي لليمن؛ سواء بالنسبة للبحار التي يطل عليها، أو قربه من منطقة القرن الإفريقي، أو لكونه البوابة الجنوبية للجزيرة العربية، وطبيعة تضاريسه، وكثافة سكانه، ووضعهم السياسي المضطرب جعلها ذات اهتمام خاص لدى إيران. النشاط الإيراني وتشير الدراسة في متابعتها مراحل النشاط الإيراني على الساحة اليمنية إلى أن هذا النشاط مر بعدة مراحل؛ حيث في أوائل ثمانينيات القرن الماضي استطاعت السفارة الإيرانية في صنعاء أن تتواصل مع بعض الشباب اليمني، وأمدتهم ببعض المطبوعات، فأقاموا أنشطةً ذات طابع دعوي سياسي، تعرضوا على إثرها للسجن والملاحقة من قبل الدولة، التي كانت ضمن المعسكر العربي مع العراق ضد إيران. وبعدها في احتفالات الذكرى الثامنة للثورة الإيرانية عام 1986م، تمكنت السفارة الإيرانية من دعوة بعض الشخصيات الدينية والقبلية للمشاركة في احتفالات «عشرة الفجر»، وهنالك أَعجب المشاركونَ ما شهدوا من نشاط ديني وثقافي، وحركة جماهيرية وأخذوا يفكرون في كيفية نقل ما أمكن من شكل التجربة إلى اليمن، مع تغير في المحتوى الفكري. كيان شيعي ويبرر عزان القلق الرسمي اليمني من التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي نتيجة عدة مؤشرات يتم الحديث عنها رسميا في اليمن وهي تورط إيران في دعم «الحوثيين» بمختلف الوسائل؛ لتأسيس كيان شيعي مسلح في صعدة وما جاورها على غرار حزب الله في لبنان، ليكون منطلقا لها إلى منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي، فضلاً عن كونه شوكة تثير قلق دول الجوار الخليجي. إضافة إلى امتداد تأثير النفوذ الإيراني إلى المحافظات الجنوبية عبر بعض فصائل «الحراك الجنوبي» التي تتلقى -بحسب المصادر الحكومية- أموالاً من طهران لتمويل المشروع الانفصالي في جنوب اليمن وشعور الحكومة اليمنية بأن النفوذ الإيراني في اليمن لم يعد محصوراً في مناطق الوجود التاريخي للزيدية في شمال الشمال، ولكن تأثيره بدا واضحاً في محافظات سنية مثل «إب» و«تعز» التي يقع «مضيق باب المندب» ضمن نطاقها الجغرافي. تعز هدف مباشر يوجد هذا التيار بقوة في محافظة تعز التي تعد أكثر محافظات اليمن حضورا في المشهد السياسي ومثلت هدفا مباشرا لتوجهات طهران ومؤسساتها الأمنية والسياسية. ودعمت طهران خلال العام الجاري إنشاء أحزاب جديدة، وهي الحزب الديمقراطي وحزب الأمة إلى جانب الأحزاب الموجودة قديما التي تتبعها، وهي حزب الحق واتحاد القوى الشعبية وحزب البعث العربي السوري الذي يقف في صف طهران وتحركاتها في اليمن. وإلى جانب هذه الأحزاب استطاعت طهران استقطاب سياسيين وبرلمانيين وشخصيات اجتماعية بارزة لم تعد تخفي علاقتها بطهران أو ترفضها كما كان عليه الوضع سابقا؛ حيث شارك أعضاء في البرلمان لهم حضور اجتماعي في محافظة تعز في فعاليات أقامها الحوثيون في محافظة صعدة كان مفتي محافظة تعز سهل بن عمر وسلطان السامعي وأحمد سيف حاشد أبرز هؤلاء. المبادرة الخليجية وشكل تيار طهران في محافظة تعز جبهة أطلق عليها جبهة إنقاذ الثورة تعمل على رفض المبادرة الخليجية وتضم شخصيات سياسية وإعلامية ونشطاء شباب في ساحة الحرية وينتمي غالبية هؤلاء إلى تيار اليسار الاشتراكي الذين يختصمون مع حركة الإخوان المسلمين ووصل الحال بهم في محافظة تعز إلى الاشتباك المسلح بساحة اعتصام الشباب الشهر الجاري. وإلى جانب هذا الحضور لطهران في تعز فإن محافظات الشمال ذات الانتماء للمذهب الزيدي مثلت حاضنا مهما للدور الإيراني وحركة الحوثيين نتيجة الفراغ الذي تركه نظام صالح وتوجه حركة الإخوان المسلمين للسيطرة على المشهد السياسي، الأمر الذي دفع أبناء هذه المحافظات إلى مساندة الحوثيين بسبب الروابط المذهبية التي تربطهم بهم. جبهة إعلامية فضائية وإلكترونية تابعة للنظام الإيراني كان حلفاء طهران وإلى وقت قريب قبل أقل من أربع سنوات فقراء في الجانب الإعلامي، واقتصر وجودهم على قنوات ساندتهم وهي «العالم والمنار» فقط خارجيا، في حين كانوا في الداخل محاصرين ولا يملكون الكوادر الإعلامية المؤهلة للدخول إلى الفضاء الإعلامي والاستفادة من طفرته الرقمية. وأفردت المخابرات الإيرانية في تحركاتها باليمن بحسب التقرير الذي نشرته «الشرق» مساحة كبيرة للجانب الإعلامي؛ حيث عمدت طهران إلى استقطاب كوادر إعلامية بارزة لمساندة مشروعها، وذلك من مختلف المحافظات وحظيت تعز بنصيب الأسد؛ حيث نجحت إيران بضم كوادر مهمة إلى صفها، وأصبح صوت طهران في اليمن عاليا بعد أن كان نظام صالح يسجن كل من يساند الحوثي إعلاميا كما حصل مع صحفيين بارزين سجنوا بذات التهمة. وبالتوازي مع استقطاب إعلاميين لصفها عملت إيران على تدريب كوادر إعلامية تابعة للحوثيين من أبناء محافظات الشمال من خلال دورات تدريبية أجريت لهم في مصر وبيروتوطهران، وتم تخصيص عناصر عراقية ولبنانية لهذا الغرض وبإشراف كادر لبناني من مؤسسة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله. وبعد تدريب هؤلاء الكوادر واستقطاب الإعلاميين جاءت المرحلة الثانية وهي إنشاء الوسائل الإعلامية من قنوات وصحف ومواقع إلكترونية ،وأنشطة أخرى تتمثل في تسجيلات صوتية ومراكز طباعة ونشر للملازم والكتب والإصدارات التابعة لحركة الحوثيين وحلفاء طهران في اليمن. قنوات فضائية برعاية إيرانية وتم إطلاق قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين وتيار إيران من بيروت وبإشراف وإدارة كادر من حزب الله وإعلاميين تابعين للحركة الحوثية، وتتناول القناة القضايا بحسب التوجه الإيراني والحوثي من خلال مهاجمة المملكة العربية السعودية مساندة النظام الإيراني والسوري وحزب الله والحركات التي تعمل في ذات الإطار. كما تم إطلاق قناة الساحات الفضائية أيضا التي تتبع البرلماني سلطان السامعي الذي يعد رأس حربة تيار طهران السياسي في اليمن، وهو قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني وشيخ بارز في محافظة تعز، عُرف بمواجهته المبكرة لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ومن المتوقع إطلاق قناة ثالثة تابعة لذات التيار خلال العام المقبل بحسب المعلومات المتوفرة التي سيتولى طاقم عراقي قريب من طهران مهمة إدارتها وتوجيه خطابها من خلف الكواليس وبوجوه إعلامية يمنية ظاهريا. صحف ومواقع إلكترونية إضافة إلى ذلك تم إصدار عدد من الصحف بدعم إيراني ومنها المسار والديمقراطي والحقيقة والأمة وصوت الشورى ومطبوعات أخرى تساند المشروع الإيراني بطريقة غير مباشرة من خلال توظيف تغطياتها بطريقة مقبولة ظاهريا وموجهة في ذات الوقت. وتعد المملكة العربية السعودية هدفا رئيسا لخطاب هذه الصحف التي تهاجم السعودية وتعتبر دعمها لليمن وصاية يجب إنهاؤها،. كما شهد العام الجاري إطلاق مواقع إلكترونية عديدة وتأسيس صفحات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي بدعم وتنسيق من الجناح الإعلامي لتيار إيران في اليمن، ومن هذه المواقع أنصار الله وأفق نيوز والمنبر والديمقراطي ومواقع أخرى عديدة تنشط في ذات الاتجاه. إيران تدعم الحوثيين بالمال والسلاح وتدرب كوادرهم وقال عزان إنه منذ عام 2009م، كان الإيرانيون يتواصلون مع جماعة الحوثي لترتيب ما يمكن فعله، وظهر من نتائج التواصل الدعم الإعلامي عبر مختلف الوسائل، الذي توج مؤخراً، بتمويل قناة خاصة بجماعة الحوثي وتدريب كوادرها الإعلامية واستقدام المبعوثين إلى إيران لأغراض مختلفة، وتقديم حركة الحوثي على أنها الممثل الشرعي للشيعة في اليمن. وتحدث عزان عن التدخل السياسي المباشر لإيران في اليمن ودخول رجال الدين السياسيين في كل من إيران والبحرين والعراق ولبنان على الخط بتأييد الحوثي والدعوة إلى الوقوف إلى جانبه وإرسال الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين، وتدريب كوادرهم في معسكرات خاصة، حسب تقارير الحكومة اليمنية. ويضيف عزان أن الحوثيين يعتبرون علاقتهم بإيران طبيعية ومشروعة وإيران دولة مسلمة يتفقون معها في إطار مقاومة التدخلات الأمريكية في المنطقة، وموالاتها خير من مولاة الصهاينة ومن يناصرهم. غياب كامل للدولة وخطاب «الإخوان« يؤجج البلاد نشاط طهران وتوسع تيارها في اليمن يقابل بغياب كامل لأجهزة الدولة ومؤسساتها المعنية بوضع حائط صد أمام نفوذ يهدد علاقة اليمن بمحيطها الإقليمي نظرا لخطورة هذا الدور على المدى القريب. ولا يكفي هنا تحركات الإخوان المسلمين في اليمن الذين أسهموا بصورة كبيرة في رفع عدد أنصار تيار طهران من خلال الخطاب الطائفي والعدواني لكل المكونات السياسية الأخرى في البلاد ومحاولتهم التفرد بحكم البلاد من خلال السعي بقوة لتحقيق هذا الهدف. تيار طهران في اليمن أصبح هو القوة الثانية على الأرض بعد حركة الإخوان المسلمين وحلفائها العسكريين والقبليين والدينيين. ومواجهة هذا التيار وإيقاف تمدده يتطلب قوى وطنية فاعلة ومتجردة من المصالح الضيقة وإلا فإن الأيام المقبلة ستضع هذا التيار في المقدمة، في حين استمرت محاولات الإخوان مواصلة إضعاف حزب صالح والقوى اليسارية التي ستجد نفسها في صف هذا التيار لمواجهة التعنت الإخواني. امرأة خلال احتفالات دينية للحوثيين في صنعاء (أ ف ب) شعارات الحوثيين في شوارع صنعاء (الشرق)