أعلنت بعض الشركات نتائج أرباحها عن الربع الأول من العام الحالي وبقي الكثير لم يعلن بعد ومنها قطاعات كاملة مثل قطاع الطاقة -قطاع الاتصالات- قطاع التأمين - قطاع الاستثمار المتعدد - قطاع التشييد والبناء - قطاع النقل - قطاع الإعلام والنشر ... فضلا عن الكثير من الشركات في القطاعات الأخرى لم تعلن عن أرباحها وقد وصلنا تقريبا إلى منتصف الشهر الذي من المفروض عليهم أن يعلنوا قبل الانتقال إلى الشهر القادم وعليه فإن المتوقع أن يشهد السوق ازدحاما في الإعلانات خلال الفترة القادمة مما يترتب عليه ارتباكا وتذبذبا حادا في الحركة تخدع المتعاملين وتدفعهم لاتخاذ قرارات خاطئة جدا تكون نتيجتها خسائر غير مقبولة لذا يجب التروي قبل الدخول الشرائي بعد إعلان النتائج بشكل فوري بل إن الأفضل بمكان تحليل الإعلان بشكل جيد والعودة لقواعد الاستثمار الناجح واتخاذ القرار بناء عليها. المؤشر العام افتتح المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية شمعته الأسبوعية الماضية عند مستويات 7178 نقطة والتي تقع بفارق نقطة واحدة عن مستويات الدعم المذكورة حينها والواقع على مناطق 7179 نقطة والمتمثل بالضلع العلوي للمسار الجانبي الذي يسير به المؤشر منذ أشهر طويلة وبالرغم من ذلك فإن سعر الافتتاح كان أعلى قيمة وصلها المؤشر في جلسته الأولى حيث هبط منذ اللحظة الأولى إلى أن وصل إلى مستويات 7091 نقطة وأغلق يومها عند مستويات 7113 نقطة متراجعا في الجلسة الأولى 64 نقطة أما في الجلسة الثانية فقد هبط المؤشر إلى مستويات 7083 نقطة حيث تعرض عندها لموجة شراء قوية كبحت هبوطه ودفعته للتراجع إلى مناطق قريبة من أسعار افتتاح الجلسة الثانية الأمر الذي أعطى دفعة قوية للمتعاملين للقيام بالشراء الذي ساعد في تعويض تراجعات الجلسة الأولى بالإضافة تحقيق مكاسب بلغت قيمتها 125 نقطة لينهي تعاملاته الأسبوعية عند مستويات 7237 نقطة بحصيلة تعاملات بلغت 59 نقطة وهو ما نسبته 0.8% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية المذكورة أعلاه... إن ما يؤكد اندفاع المتعاملين نحو الشراء بعد ما استنتجوه من تداولات الجلسة الأولى والثانية هو ارتفاع قيم التداولات في الجلسات اللاحقة حيث ساعدت في رفع قيم التداولات في الأسبوع الماضي إلى 35.8 مليار ريال بزيادة عن قيم تداولات الأسبوع ما قبل الماضي بلغ قدرها 8.2 مليار ريال أي بما نسبته 29.8% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم وهو ارتفاع ليس بالبسيط يدعم بشكل واضح اختراق المقاومة السابقة التي تحولت دعما بفعل الاختراق المذكور ويُضاف على ذلك الإغلاق عند هذه المستويات وبفارق يتجاوز الخمسين نقطة من مستويات المقاومة ويعطي انطباعا نحو استمرار الصعود خلال تداولات الأسبوع القادم والذي من المتوقع له أن يستهدف مستويات المقاومة الفرعية الواقعة على مناطق 7362 نقطة المتمثلة بحاجز 61.8% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة التصحيحية الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي تعتبر آخر المستويات القوية قبل استهداف مستويات المقاومة الرئيسية عند الثمانية آلاف نقطة والتي تعتبر مقاومة مفصلية في اتجاهات المؤشر على المدى المتوسط الأجل . قطاع الصناعات البتروكيماوية ارتفعت قيم تداولات قطاع الصناعات البتروكيماوية خلال الأسبوع الماضي بواقع 531 مليون ريال حيث كانت قيم تداولاته في الأسبوع ما قبل الماضي 3.2 مليار ريال بينما وصلت قيمه في تداولات الأسبوع الماضي إلى 3.7 مليار ريال وهو ارتفاع نسبته 16.3% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم ولكن مؤشر القطاع سار على النقيض حيث هبط بما قيمته 77 نقطة وهو ما نسبته 1.25% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية الواقعة على مناطق 6220 نقطة والتي بدا منها تذبذبه ذو النطاق العريض بعض الشيء الأمر الذي انعكس سلبا على مؤشر القطاع وأدى إلى هبوطه بهذا الشكل ... إن هبوط أسعار أسهم الشركات المدرجة تحت هذا القطاع الأمر الذي أدى إلى هبوط المؤشر بالطبع لم يأت من فراغ ويجب علينا الانتباه جيدا إلى ما يحدث حولنا وخصوصا أنه من أصل أربع عشرة شركة مدرجة لم تعلن إلا شركة واحدة عن أرباح الربع الأول وقد حققت ارتفاعات بنسبة 107% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي وقد تساعد إعلانات شركة واحدة في القطاع على وضع تصور مبدئي على بعض الشركات الرئيسية والتي تعمل باحترافية كبيرة في القطاع وعليه تطفو على السطح العديد من الأسئلة وأولها هل هذا الضغط على مؤشر القطاع متعمد للتأثير على نفوس المتعاملين ويدفعهم للتخلص من أسهمهم عند هذه المستويات أو أعلى منها بقليل تمهيدا لشرائها والانطلاق بها نحو الأعلى؟ أم أن هناك خوف من البيانات الأمريكية حول مخزون النفط الأمر الذي قد يعتبره البعض أداة لتشكيل ضغط كبير على أسعار برميل النفط الذي يتم استخدامه بشكل رئيسي على هذا القطاع؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها ولكن الإجابات دائما ستكون ضبابية إلى أن تتضح الرؤية بشكل صحيح حيث اننا الآن لا نعرف لماذا يتصرف المتعاملون بهذا السلوك وهنا يتم طرح أسئلة جديدة ويأتي منها هل لدى صانعي السوق معلومات مسبقة حول إعلان الأرباح والهروب قبله بقليل تلافيا للتعرض لخسائر كبيرة جراء انعكاس الخبر على العامل النفسي للمتعامل الذي سيزيد من الضغط على الأسعار بفعل ارتفاع مستوى العرض على السهم... إن الأفضل بمكان انتظار خروج إعلانات شركات القطاع وأقلها الشركات الرئيسية والتي لها ثقلها على القطاع بشكل عام وتحديد مستويات القيمة الحقيقية للسهم المراد الاستثمار به فضلا عن تحديد أفضل مستويات الدخول والخروج من خلال أدوات التحليل الفني ومن ثم اتخاذ القرار حيث إن التسرع في اتخاذ القرارات تكون نتائجه كارثية إلا ما قل وندر . قطاع التأمين على الرغم من انطلاق المؤشر العام للسوق بشكل لافت خلال الأسبوع الماضي إلا أن مؤشر قطاع التأمين خالف أيضا ذلك التوجه حيث تراجع بما مقداره خمس نقاط فقط وهو ما نسبته 0.4% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية عند مناطق 1340 نقطة والتي بدأ منها نشاطه المتذبذب الذي انتهى في آخر يوم تداولات عند مستويات 1334 نقطة والتي تقع على مناطق الوسط بين أقرب دعم جيد للمؤشر عند مستويات 1239 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق وبين مستويات المقاومة المتمثلة بنقطة التقاء المؤشر مع الضلع العلوي للقناة الصاعدة التي يسير بها السعر منذ نهاية العام 2008 إلى الآن ويليها مستويات 1477 نقطة الواقعة على حاجز 50% فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه ومن ثم مستويات المقاومة الكلاسيكية القوية عند 1550 نقطة والمتمثلة بمستوى كبح صعود المؤشر خلال الأشهر الماضية ودفعه للتراجع كما رأينا مؤخرا إلى مستويات 1213 نقطة قبل أن يستعيد عافيته ليتوجه مرة أخرى في محاولة لاختراق تلك المقاومة الشرسة... إن ما تجدر الإشارة إليه أنه ومع هذا الهبوط فإن قيم تداولات الأسبوع الماضي هبطت هي الأخرى مما كانت عليه في الأسبوع ما قبل الماضي عند 9.7 مليار ريال إلى 8 مليار وهو هبوط بمقدار 1.7 مليار ريال أي بما نسبته 17.7% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم وهو هبوط نسبته ليست بالبسيطة خصوصا عندما تكون تداولات القطاع تستحوذ على 22.5% من إجمالي تداولات بشكل عام ... إن ما أريد التأكيد عليه أن الشراء بناء في الشركات المدرجة تحت هذا القطاع بناء على مؤشره فقط يعتبر خطأ من الأفضل عدم ارتكابه وخصوصا ان إعلانات الأرباح لم تظهر إلى الآن ولا أحد يعلم التوجه القادم مما يجعل الرؤية ضبابية بعض الشيء الأمر الذي يستدعي عدم التسرع في اتخاذ القرار . [email protected]