كلما اقترب توقيت إعلان النتائج الفصلية نجد أن سلوك البعض من المتعاملين يتمثل في خروجهم من السوق قبل فترة منها تحسباً لأي انخفاضات قد تحدث فيما لو ظهرت النتائج على غير المتوقع والجيد بأي حال وهو ما يضعف القوة الشرائية فنجد أن مؤشر السوق وبعض الأسهم تدخل في المسارات الجانبية ريثما تظهر تلك النتائج فإن كانت جيدة عاودوا الدخول بها مجدداً أو بشركات أفضل من حيث الربحية والأمان وموضع سعر السهم نسبة لقيمته الحقيقية وإن كانت سيئة ابتعدوا عنها وبحثوا عن بديل سريع ولكن ما يعيب الأمر هنا في الجزء الثاني أنه ولإيجاد البديل الجيد يكون المتعامل قد فوّت على نفسه ارتفاعات جيدة تكون قد حصلت بتلك الأسهم وبالتالي يكون الدخول متأخراً ويأتي هنا الخيار الأفضل بأي حال وهو البحث عن بدائل أثناء الانتظار ووضع قائمة بالشركات التي يمكن الاستثمار بها وحصرها ومن ثم مراقبة إعلاناتها فإن كانت جيدة وكانت أسعارها عند المستويات المطلوبة والمحددة تقريبياً بشكل مسبق يمكن للمتعامل الدخول في تلك الأسهم وهو مطمئن وعند أدنى مستوى من الخطورة . المؤشر العام انخفض المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية خلال تداولات الأسبوع الماضي بما قيمته 21 نقطة وهو ما نسبته 0.3% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مستويات 6888 نقطة والتي بدأ منها بجلسة صاعدة كسب فيها قرابة الأربع عشرة نقطة ومن ثم دخل في ثلاث موجات هابطة تراجع فيها ثمانيا وثلاثين نقطة ليقلص خسائره في الجلسة الأخيرة بمعدل نقطتين فقط لينهي تعاملاته عند مستويات 6866 نقطة وبإجمالي تداولات وصلت إلى 25.9 مليار ريال بانخفاض بلغ 4.5 مليار ريال عن قيم تداولات الأسبوع ما قبل الماضي والذي بلغ 30.4 مليار أي بانخفاض بلغت نسبته 14.8% من تداولات الأخير ، ويأتي هذا الحذر في الشراء نتيجة لارتفاع المؤشر لثلاثة أسابيع متتالية كسب بها المؤشر ما يقارب الثلاثمائة والثماني والخمسين نقطة وهو ما نسبته 5.4% من قيمة المؤشر قبل أربعة أسابيع من الآن وهي نسبة ليست بسيطة كمؤشر عام لسوق يحتوي الكثير من الشركات وهذا يدل على أن السوق بشكل عام قد حافظ على مستويات الدعم الرئيسي له والواقع على مناطق 6543 نقطة والتي ارتد منها تقريباً بعد أن فشل في تجاوز القمة الأخيرة الواقعة على مستويات 7944 نقطة والتي واجه عندها المؤشر جنياً للأرباح دفع به للتراجع بشكل كبير بلغ عدد نقاطه 1400 نقطة وهو ما نسبته 17.6% من قيمة القمة المذكورة أعلاه ... بالنظرة العامة لمؤشر السوق على الإطار الزمني الشهري نجد أن الشمعة الشهرية الحالية والتي بقي على إغلاقها ثلاث جلسات كاسبة حسب إغلاق يوم الأربعاء الفائت ما مقداره 333 نقطة وهو ما نسبته 5% من قيمة افتتاح الشمعة الشهرية عند مستويات 6533 نقطة والتي تحمل في طياتها عمليات شرائية جيدة حافظت على المستويات المذكورة أعلاه مما يدفع المتعاملين على الشراء في بعض القطاعات التي لم تنطلق بعد وأسعار أسهمها قريبة من القيمة الحقيقية أو المنطقية للشراء وذلك لأن النظرة العامة للسوق أن المؤشر يستهدف حالياً مستويات المقاومة الأولى له عند مناطق 7084 نقطة الواقعة على حاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والتي تبعد عن مستويات الإغلاق الأخيرة 218 نقطة فقط والتي من المحتمل أن يصلها إن بقي على ذات الزخم الصاعد الذي شهدناه في بداية الشهر الحالي ولكن يبقى أمامنا حاجز مهم يجب على المتعاملين تجاوزه وهو العامل النفسي المرتبط بما نراه في بعض المؤشرات الأمريكية والتي إن رأيناها اليوم هبطت نعلم أن مؤشر سوقنا سوف يهبط غدا. قطاع المصارف والخدمات المالية بعد أن ارتفع مؤشر قطاع المصارف والخدمات المالية في الأسبوع ما قبل الماضي ب 396 نقطة وهو ما نسبته 2.69% من افتتاح الشمعة الأسبوعية حينها وبتداولات وصلت إلى 3.8 مليار ريال نجد أن المؤشر ذاته انخفض ب 91 نقطة وبنسبة بلغت 0.6% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مناطق 14987 نقطة والتي بدأ تداولاته منها بجلسة صاعدة ثم جلستين هابطتين ثم بجلسة صاعدة ثم جلسة هابطة مما يدل على وجود تذبذب واضح في القرار الشرائي لدى المتعاملين وخوف من النتائج القادمة خصوصاً وأننا اقتربنا كثيراً من بدء إعلانات الأرباح والتي لا يخفى على أحد من المتعاملين في السوق المحلية أهمية إعلانات قطاع المصارف على القطاع نفسه فضلاً عن السوق بشكل عام ، ونجد أن قيم تداولات الأسبوع الماضي بلغت 2.3 مليار فقط وذلك بتراجع عن تداولات الأسبوع ما قبل الماضي ب 772 مليون ريال وهو ما نسبته 39.2% من تداولات الأسبق وهذا يعطي شعوراً بالارتياح حيث إن الانخفاضات لم تكن بقيم تداولات مرتفعة مما يعني أن البعض لا يزال محتفظاً بأسهمه بينما البعض قد خرج منها بدافع جني الأرباح أو لدوافع أخرى كالخوف الذي ذكرنا أحد أسبابه أعلاه ... إن مؤشر القطاع على الإطار الزمني الشهري يوحي بالخطر بعض الشيء خصوصاً وأنه لا يزال دون مستويات المقاومة المزدوجة والمتمثلة أولاً بمستويات 14959 نقطة والموضحة بالرسم البياني المرفق ، ثانيأ تأتي مستويات المقاومة المتمثلة بخط الميل السعري الصاعد والواصل بين آخر قاعين والذي تم كسره خلال تداولات الشهر الماضي وأغلق دونه وما هي الارتفاعات الأخيرة التي نراها إلا إعادة اختبار للمستويات المكسورة والتي كانت دعماً جيداً وتحولت مقاومة بفعل الكسر ، وهنا لابد وأن نشير إلى الثلاث جلسات المتبقية على إغلاق الشمعة الشهرية الحالية والتي من الممكن أن تخالف التوقعات وتصعد وتغلق فوق الخط المذكور ويعود المؤشر إلى الوجهة الصاعدة ... هذا ما سنراه خلال الأسبوع القادم ولا داعي للاستعجال في اتخاذ القرارات الشرائية أو البيعية . قطاع الزراعة عندما نضع مؤشر قطاع الزراعة على الإطار الزمني الشهري نجد أن المؤشر قد فشل في تجاوز مستويات 6943 نقطة رغم الكثير من المحاولات المستمرة منذ ما يقارب السبعة أشهر حيث إنه اختبر تلك المناطق في الشهر الرابع من العام الحالي ولكن فشل في تجاوزها وارتد منها إلى مستويات 5911 نقطة وهو هبوط يزيد عن الألف نقطة بقليل ولكنه ما أن وصل إليها حتى تعرض لموجة شراء جيدة دفعته للصعود واختبار تلك المقاومة مجدداً في الثامن من العام الحالي أيضاً وبقي في مناطقها إلى أن وصل إليها في الشهر الماضي مختبراً كالعادة إلا أن الاختلاف أتى بموجة بيع دفعته للتراجع إلى مستويات 6586 نقطة والتي أغلق عندها شمعته الشهرية الماضية وهي إشارة واضحة للمتعاملين عن قوة البيع التي تعرض عندها وهو ما دفع المتعاملين إلى استغلال أي فرصة للصعود في المؤشر للبيع وهو ما تم رصده خلال تداولات الشهر الحالي حيث صعد إلى مستويات 6820 والتي تعرض عندها لموجة بيع قوية دفعته سريعاً للتراجع والانخفاض أكثر من قيمة الافتتاح والهبوط أدناها بما قيمته 76 نقطة حيث إن الإغلاق الأخير للمؤشر جاء عند مستويات 6510 نقاط والذي إن استمر على ذات النهج في الهبوط فإن الهدف الأول له يأتي عند مستويات 6062 نقطة والواقعة على حاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري ... لذا فإن الحذر مطلوب جداً أثناء التعامل مع شركات هذا القطاع حيث إنه في مستويات متضخمة شرائياً واحتمالية دخوله في موجة تصحيحية يعتبر الأكثر ترجيحاً خلال الفترة القادمة . قطاع التشييد والبناء نظرة أخرى متجددة على قطاع التشييد والبناء والذي أشرنا إليه في مقالات سابقة على أنه قد يكون القطاع الذي سيشهد ارتفاعات واضحة خلال الفترة القادمة وذلك لأسباب فنية بحتة تتمثل في صمود مستويات الدعم الرئيسي له عند مناطق 2721 نقطة رغم الكسر والإغلاق الذي حدث في الشمعة الشهرية الماضية إلا أنه لم يستطع أن يكمل هبوطه وتأكيد الكسر بل شاهدنا خلال تداولات الشمعة الشهرية الحالية كيف أن المؤشر انطلق من مستويات افتتاح الشمعة الشهرية عند 2685 نقطة و إلى مستويات إغلاقه الأخير عند 2876 نقطة بثلاث شمعات أسبوعية صاعدة فضلاً عن الأخيرة التي تراجعت بفعل تراجع السوق بشكل عام ولكن بتراجع ضئيل بلغ إحدى عشرة نقطة فقط وهو ما لا يمكن اعتباره تراجعاً كبيراً بل تصحيحاً بسيطاً في مسار جانبي لصعود كسب به ما يقارب المائتي نقطة والتي نسبتها 7.4% من قيمة افتتاح أول شمعة صاعدة في الانطلاقة المذكورة .. وهنا لابد وأن نشير إلى أن المؤشر في هذا الارتفاع يكون في طور تكوين عملية اختراق لمستويات المقاومة القوية المتمثلة بخط الميل السعري الهابط والقادم من منتصف العام 2009 إلى يومنا هذا والذي تم اختراقه في بداية العام الحالي إلا أنه قد عاد دونه في منتصف العام ودخل في مسار جانبي استطاع أن يخترقه مرة أخرى إلا أنه عاد مجدداً دونه ، ومع هذه الاختراقات والعودة وصمود الدعم الحالي عند مستويات الدعم المذكور أعلاه والقريب أيضاً من أدنى قيمة للمؤشر في الموجة الهابطة الأخيرة على الإطار الزمني الشهري عند مستويات 2450 نقطة يمكن أن نقول: إن المستويات الحالية يمكن للمتعامل أن يبحث عندها عن مستويات دخول جيدة وآمنة في أسهم ذلك القطاع شريطة أن يكون ذلك الدخول في شركات تحمل أسهمها أسعاراً قريبة من القيمة الحقيقية وذات مستقبل واعد وجيد فضلاً عن الأساسيات التي يجب أن تكون في أي شركة يُنصح بالاستثمار بها .