أبدى عدد من أولياء أمور الاطفال المصابين بالتوحد استياءهم من الروتين الممل الذي تسير عليه بعض الجمعيات الخيرية التي تحتضن مصابي التوحد بطريقة احتفالها باليوم العالمي للتوحد والذي يوافق الثاني من أبريل من كل عام، فالفعاليات مكررة والأنشطة مشتتة والحلول غائبة ، وطالبوا بتغيير النمط الذي تسير عليه هذه الجمعيات وتفعيل دورها بشكل أكبر مع توفير المراكز المتخصصة لأطفالهم فهم يحتاجون لها أكثر من فعاليات ترفيهية مستنزفه على حد قولهم. «اليوم» نقلت بعض تلك الآراء والمطالبات لأولياء أمور مصابي التوحد. بداية قال تركي المالكي أب لطفل توحدي: أرى أن الإيجابية الوحيدة لليوم العالمي للتوحد بالنسبة لأولياء أمور التوحديين هي تبادل الخبرات والالتقاء بأكثر الحالات والتعرف عليها، أما بالنسبة للاحتفالات والفعاليات فهي استغلال لأطفال التوحد ولا تعود عليهم بأي فائدة تذكر، بل إني وجدت أن هناك مراكز تجارية تعرض نفسها من خلال تلك الفعاليات لجذب الأطفال لها بهدف تجاري بحت «. أما سعد الأحمري أب طفل توحدي فقال:» اليوم العالمي للتوحد من وجهة نظري هو فلاشات و تصوير مسؤولين وجمعيات وعدد من القائمين على تلك الفعاليات مع عدد من أطفال التوحد وأولياء أمورهم وبذلك تنتهي مسؤوليتهم ونحن تستمر همومنا، و أضاف:» كنا نتطلع لإيجاد حل لبعض مشاكلنا من خلال هذا اليوم لكننا صُدمنا بإهمال طلباتنا من اليوم التالي مباشرة، فكم تمنيت افتتاح أو تدشين مراكز متخصصة مؤهلة لأطفال التوحد وعيادات متخصصة لهم تحتوي هؤلاء الأطفال. ريم العتيبي أم طفل توحدي قالت هي الأخرى: المعلومات التي تطرح في فعاليات هذا اليوم هي نفسها التي تطرح كل عام، قد تكون مفيدة للأهالي الجدد بالتشخيص، أما بالنسبة للفعاليات فهي تقتصر على المحاضرات و ورش العمل فقط دون إيجاد أي حلول لأبنائنا، أضف إلى ذلك أن بعض هذه المحاضرات قديمة جداً أي أن المعلومات ليست حديثة و لا يوجد لدى بعض الجمعيات ما يواكب آخر الأبحاث العالمية في الطرق الواجب إتباعها للتعامل مع مصاب التوحد، وأضافت العتيبي هناك عدد من السلبيات في فعاليات اليوم العالمي للتوحد أن النشاطات المصاحبة للبرامج لاتخص أطفال التوحد بل هي بالأصل للأطفال الأصحاء والأدهى من ذلك أن من يقوم بالأنشطة لا يفقه في اضطرابات التوحد مما يجعله لا يجيد فن التعامل مع الطفل التوحدي، فكثير من أطفال التوحد مظلومون من المجتمع و محرومون من حقوقهم مثل التعليم الصحيح و المستشفيات و التدخلات العلاجية و كذلك أماكن الترفيه، فلا يوجد شيء يناسبهم و إذا وجد فهو خاص، و غير ذلك فهو مكلف لدرجة الإفلاس، كما أن بعض أولياء الأمور يستغل الابتعاث الخارجي له لإيواء طفله بمراكز متخصصة خارج السعودية بحثا عن الفائدة والإهتمام، نريد خطوات لتحقيق بعض الأهداف والمطالب مثل المراكز المتخصصة والمهيأة بالكامل لإحتضان الطفل التوحدي فهو بحاجة إلى تكثيف العلاج الوظيفي و الحسي و جلسات التواصل و التخاطب و تعديل السلوك و الدمج في المجتمع. وقالت بدريه الحقيل أم لشاب توحدي: للأسف إن كل ما يحصل في هذا اليوم هو تعريف للمجتمع بالحالة ويكون الصدى فقط عاطفيا لدى حضور المتلقى ثم مع انتهاء هذه الفعاليات ينتهي كل شيء!! فلا تزال نظرة المجتمع قاصرة تجاه الطفل التوحدي وهذا ما نلمسه بين فئات الناس فأغلب الأسر تحاول إخفاء الحاله لديها ، فالواجب في مثل هذا اليوم العالمي توظيف الإعلام المرئي مع الفئات أنفسهم وذويهم والأسوياء للأسر وأطفالهم مثل إعلان إنشاء مركز أو غير ذلك مما يساعد على حل جزء من المشكلة. من جهتها قالت الناشطة في حقوق أطفال التوحد وذوي الإعاقة البندري الحصين: الأيام العالمية بشكل عام أصبحت ظاهرة للإعلان عن بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية حيث إن بعضها تكون كامنة طوال العام حتى يأتي هذا اليوم العالمي لتتحرك أخيراً في الاحتفالات والحضور الإعلامي، فبحضوري لعدة فعاليات باليوم العالمي للتوحد أصبح أمرا مملا لا جديد فيه، فالحضور يقتصر في كل عام على أسر التوحد فقط والندوة هي ذاتها تبدأ بتعريف اضطراب التوحد وتنتهي بالترفيه، أعتقد ومن وجهة نظري أن أسر التوحد أصبح لديهم الوعي الكافي باضطراب التوحد من خبراتهم وبحثهم وتعايشهم مع التوحد ،أتمنى أن تكون الفعاليات لعامة المجتمع وليست مقتصرة فقط على أسر التوحد، فالتوعية غير مرتبطة بوقت محدد ويمكنها أن تبدأ من المدارس والجامعات إلى كافة طبقات المجتمع،وإن كان هناك مانطمح له باليوم العالمي للتوحد فهو إنشاء مراكز متخصصة لمصابي التوحد تعتني بهم وترعاهم بالشكل المطلوب لا فعاليات ترفيهية مملة كل عام .