طت الجامعة العربية يوم أمس خطوة على الطريق الصحيح ، حينما مكنت الثورة السورية من شغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، فالآن الثورة السورية تحقق انتصاراً ديبلوماسيا جديداً بعد تحقيق انتصارات ميدانية لتحرير سوريا من أسرها الطويل في ظلمات نظام طائفي عبثي ووحشي يعمل وكيلاً لطهران طوال فترة سوداء من تاريخ سوريا الحرة. وكان يوم أمس حدثاً سعيداً للثورة السورية، كما كان يوم حداد وسواد واختناق لنظام الأسد ورعاته وموجهيه، فقد خطت الثورة السورية الخطوة الأولى نحو اكتساب الشرعية الدولية الكاملة لتمثيل سوريا سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، وبعدها سوف تكون كتائب الأسد ليست أكثر من ميلشيات متمردة على الشرعية الوطنية لسوريا، واختارت أن تكون في خدمة القوى الأجنبية التي تدير نظام الأسد وتحرضه على قتل مواطنيه وتدمير مدن بلاده. وتحتم هذه الخطوة على أعضاء الائتلاف السوري أن يسموا بأعمالهم وتصرفاتهم إلى مستوى هذه المسئولية الكبرى التي لا تتحمل الاختلافات الحادة العنيفة وسلوكيات مناظرات المقاهي. فهي مسئولية شعب ووطن يواجه أشرس الهجمات وأفظعها في العصر الحديث. ولكن الاعتراف العربي بالثورة السورية وتمكين سوريا الحرة من مقعد الجامعة العربية ليس كافياً لأن السوريين الأحرار يواجهون مشاكل كثيرة وأولها مساعدتهم على حل خلافات وألا تكون هذه الخلافات عقبة تنسف كل انتصارات الثورة السورية وتدخل الثورة السورية في انفاق مظلمة. وواضح أن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري يعرف تشخيصا دقيقا لهذه المشكلة حينما أعلن أمام القمة العربية أن السوريين سوف يتصرفون وفقاً لإرادتهم الوطنية وليس طبقاً لرغبات وإرادات دول. ومهم جداً أن تمتنع الدول الداعمة للثورة من التدخل في الشئون السورية أو تقريب فصائل على حساب أخرى أو التعامل مع جيوب داخل الثورة، وإنما عليها أن تتعامل مع رئاسة الائتلاف التي يتعين أن تملك الحرية الكاملة لإدارة السيادة السورية في الداخل و الخارج. وتحتاج الثورة السورية إلى مساندة دبلوماسية عربية قوية لإقناع الدول الكبرى بضرورة السماح بتسليح نوعي للجيش السوري الحر، ليتمكن من الدفاع عن الثورة وحرية سوريا ومقاومة بطش النظام ووحشيته ووحشية ميلشيات رعاته. كما يجب على الدول العربية مجتمعة وفرادى المساعدة على حث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات عملية لمنع الميلشيات الإيرانية سواء في لبنان أو العراق أو إيران من التدخل في الشئون السورية ومساعدة السوريين على الدفاع عن أنفسهم بوجه هذه الميلشيات التي تتقيد بأوامر طهران وترتكب جرائم شنيعة في سوريا.