دعا الأمين العام للجامعة العربية لتدخل الأممالمتحدة تحت الفصل السابع لوقف القتال في سوريا. والمريب أن هذه الدعوة العربية الحماسية الجديدة تأتي في وقت يحقق الجيش السوري الحر انتصارات حاسمة ويقترب من دحر ميلشيات الأسد وإسقاط نظامه، وفي وقت ترتفع معنويات مقاتلي الثورة وتنهار معنويات جنود النظام وقوات رعاته وحماته في سوريا. ووقف إطلاق النار الآن يعني إنقاذ الاسد ومنع نظامه من الانهيار، بينما كان يفترض أن يتجلى هذا الحماس لوقف إطلاق النار منذ سنتين حينما كان نظام الأسد يشوي أجساد السوريين الأبرياء العزل بنيران دباباته وصواريخه وطائراته. وآنذاك لم نر حماساً لدى الجامعة العربية كهذا الحماس اليوم لتطبيق الفصل السابع على الأوضاع في سوريا. وبدلاً من الحماس لوقف إطلاق النار ومنع الثورة السورية من الانتصار وإنقاذ الأسد، كان يجب على الجامعة العربية أن ترمي بثقلها خلف السوريين وجيشهم الحر، وتكثف الجهود بكل ما يمكن لنصرة السوريين الضعفاء واتخاذ اجراءات صارمة بحق الإيرانيين والروس الذين هم المسئولون الأوائل عن جرائم الأسد، لأنهم دعموه بالسلاح وبالرجال وحموه بكل وسيلة وعرقلوا الثورة السورية ومنعوا الثوار من تحقيق نصر حاسم ينهي معاناة السوريين. وشاركوا الأسد بكل جرائمه التي تتم بتعليماته واستشاراتهم. ووظفوا مكائنهم الإعلامية للدفاع عن الأسد وتشويه السوريين. وكان يجب على الجامعة العربية أن تشن هجوماً مضاداً للفعل الإيراني الروسي في سوريا، وتقرر إمداد الثورة السورية بالأسلحة للدفاع عن نفسها وعن استقرار سوريا واستقلالها ووحدتها. فمن غير المعقول أن تستمر الإمدادات العسكرية الإيرانية والروسية إلى النظام السوري جواً وبراً وبحراً، بينما يطبق المجتمع الدولي والدول العربية حظراً على مد الثوار بالأسلحة. وكان الأجدر بالجامعة العربية، بدلاً من طلب وقف إطلاق النار، ومنع الثورة السورية من تحقيقها نصرها وإنجازاتها، أن تفضح الإمدادات العسكرية الإيرانية الروسية لنظام الأسد وأن تدينها وأن تتخذ قرارات عقابية جراء استهانة طهران وموسكو بالأمة العربية وبالدماء العربية البريئة واصرارهما على العدوان واستباحة بلد عربي بشكل مهين ومزر والاستخفاف بالبلدان العربية وزعمائها وشعوبها وحرمة أراضيها واستقلالها.