أكد خبراء تقنيون أن مبرمجي التطبيقات العرب بدأوا دخول المنافسة الشرسة مع المطورين في أنحاء العالم إلا أنهم مازالوا يعانون من نقص الدعم التطويري ، حيث إن جزءا كبيرا من تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية العربية لم تتجاوز حتى الآن خصائص عرض محتوى صفحات الإنترنت دون وجود الإبداع البرمجي الذي يمكن أن يعود عليهم بالمردود المادي الكبير في حال تم استغلاله وتطويره. وقال الخبير التقني سعود الهواوي: « لوحظ خلال الأشهر الأخيرة أن سوق تطوير التطبيقات في الوطن العربي زاد بشكل كبير، وقد صاحب هذه الزيادة ظهور تطبيقات و خدمات وألعاب عالية الجودة من المطورين العرب، ناهيك عن أن الكثير من المطورين بدأ يقوم بالتحول من العمل الجزئي أو العمل في تطوير التطبيق من تسلية إلى عمل يحقق ربح كبير له و لمؤسسته». وأشار إلى أن هناك توجها من الشركات الخاصة والجهات الحكومية بتحويل خدماتها إلى تطبيقات للتواصل مع المستخدم ، فمثلا نجد أن هناك تطبيقات للوزارات و الدوائر الحكومية و البنوك وكلها تقدم للمستخدم كل الوظائف التي يريدها، وهذا الإقبال من هذه الجهات جعل هناك حاجة للمطورين في المنطقة ولهذا سارع العديد من المطورين العرب في تلبية حاجات تلك الشركات والدخول في مجال تطوير التطبيقات. وتابع « ولكن تظل بعض المشاكل التي قد يقع فيها المطورون العرب فمثلا من عيوب المطورين العرب والتي لاحظتها أن بعضهم لا يحاول إيجاد تطبيقات متقدمة ومفيدة ، فنجد في سوق التطبيقات في الايتونز والاندرويد الكثير من التطبيقات العربية المكررة بشكل كبير، فالتطبيقات الدينية و تطبيقات التي تعرض معلومة فقط كثيرة والغريب في الأمر أن تحقيق الأرباح منها يكاد يكون معدوما». وتوقع الهواوي ان عدد المطورين العرب سيزداد بشكل كبير خلال السنة القادمة والسبب يعود لتوجه بعض المعاهد و بعض الشركات في إقامة المؤتمرات وورش العمل و الدورات الخاصة بتعليم البرمجة على الهواتف الذكية ، ووجود المسابقات التقنية التي تقدم فيها الجهات الراعية جوائز ضخمة لأفضل التطبيقات المطورة من بينها مسابقة قدمتها شركة موبايلي وظهرت من خلال تلك المسابقة العديد من التطبيقات المفيدة. وأضاف أن هناك عاملا مهما جدا أسهم في نمو سوق التطبيقات على الهواتف الذكية هو أن الشركات المطورة للتطبيقات وجدت فيها نموذجا ربحيا قويا ، فنجد أن المستخدم حول العالم يتفاعل مع التطبيقات التي تتميز بأدائها ويقوم بشرائها وهذا ما يجعل الشركات تتنافس في تقديم شتى أنواع التطبيقات ، فكل شركة تريد أن تأخذ حصتها من هذا السوق الضخم والمربح ولذلك نجد أن عدد التطبيقات ارتفع بشكل كبير جدا خلال السنوات الأخيرة فمثلا في متجر تطبيقات الايتونز نجد أن عدد التطبيقات وصل إلى 800 ألف تطبيق وفي متجر تطبيقات نظام الاندرويد وصل عددها إلى 700 ألف تطبيق، هذه الأرقام دليل على وجود سوق كبير ومربح للشركات و الأفراد المطورين للتطبيقات وقال الخبير التقني محمد العمودي: إن مطور التطبيقات العربي يمكنه منافسة مطوري التطبيقات في العالم حيث إن أنظمة تشغيل الهواتف تطور يوما بعد يوم والسوق مفتوح وليس هناك أي حدود لذلك وهذا ما يميز الاتجاه لسوق التطبيقات للهواتف الذكية حيث إن الملايين من مستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الذين يزدادون يوميا بقرابة المليون مستخدم مازالوا متعطشين لأي تطبيق جديد وخصوصا بأن تكلفة هذه التطبيقات أصبحت منافسة وبمتناول الجميع بحيث لا يتردد المشتري بالشراء حتى لو على سبيل التجربة. وتابع «بالنسبة للمردود المادي فهو أكثر من ممتاز، فبتقدير بسيط فإن أقل تطبيق يباع بقرابة 99 سنتا أمريكيا و يستهدف السوق العالمي وليس العربي فحسب فإن معدل البيع اليومي قرابة 100 نسخة على الأقل في حال لم يكن هناك تسويق جيد للتطبيق، أي ما يعادل 99 دولارا يوميا في أسوأ الحالات، كما يمكن أن يتجاوز المردود المادي عشرات الأضعاف هذا الرقم في حال كانت هناك فكرة ممتازة وتسويق جيد. وأكد العمودي أن مبرمجي التطبيقات العرب تميزوا عن غيرها في التطبيقات ذات الطابع الديني والإسلامي كتطبيقات الصلاة والقرآن والنصائح الدينية بطريقة ممتازة وجذابة ومشوقة إلا أنهم مع الأسف لم نر كثيرا من الإبداعات، فالغالبية العظمى من التطبيقات العربية ليست سوى نقل للمحتوى، إنها مجرد روابط اختصار لصفحات على الإنترنت، دون وجود اللمسة الإبداعية والابتكار لما هو جديد، لذلك فإذا أرادوا المنافسة في هذا المجال الذي يعد ثورة المستقبل يجب على الجهات والمؤسسات التقنية ذات الاختصاص دعمهم وتطويرهم.