كشف خبراء تقنيون أن الأهمية العالية التي حصلت عليها الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية خلال السنوات القليلة الماضية لم تكن بسبب تطورها في أداء المكالمات الهاتفية أو إرسال الرسائل النصية والتصفح فحسب، بل كان السب في ذلك قابليتها لاستقطاب تطبيقات ذكية تخدم المستهلكين وتوفر لهم التواصل بشتى أنواعه. ويؤكد الخبراء أن تعلق المستخدمين بتطبيقات هواتفهم قد وصل إلى حد الإدمان الذي أدى إلى أنهم قاموا بامتلاك أكثر من هاتف ذكي دون الحاجة له، وتكبد الخسائر عبر دفع مبالغ طائلة لاقتناء هذه التطبيقات ومزاياها الإضافية المدفوعة. وقال المدون التقني سعود الخميس إن الهواتف الذكية ستفقد قيمتها دون تطبيقاتها، فهناك تنوع كبير في أنظمة التشغيل، فعلى سبيل المثال كل من نظام أندرويد و»IOS» وبلاك بيري 10 وغيرها تفاضل فيما بينها بالتطبيقات الذكية المتوفرة بمتاجرها وكمية الدعم للمطورين وبيئة صناعة التطبيقات وسهولتها، قد يفضل البعض واجهة نظام عن نظام اخر، لكن تبقى خدمات ومميزات النظام محدودة على عكس التطبيقات التي في الغالب تقدم خدمات تسهل على المستخدم حياته اليومية وليست شكلا روتينيا غير قابل للتغيير كحال أنظمة التشغيل. أوضحت دراسة أجرتها شركة « Apigee» المتخصصة في صنع الواجهات البرمجية للتطبيقات، أن 82 بالمائة ممن شملتهم الدراسة لا يستطيعون الاستغناء عن التطبيقات ولو ليوم واحد فقط. وأشار الخميس إلى أن السبب في سرعة التحولات في سوق تطبيقات الهواتف الذكية هو السبب ذاته لسرعة تحولات الأشخاص من أصحاب ريال الى مليون ريال في مدة زمنية خارقه وهي الفكرة والمحتوى والمضمون، فقد دخل مطورو التطبيقات العرب إلى ساحة التحدي في مجال تطوير التطبيقات يمكنهم المنافسة حيث انهم في البداية كانوا يجاهدون للدخول إلى هذه المنافسة، ولكن لا يجب التفكير بهذه الطريقة فالبيئة العربية تختلف عن الغربية والفرصة الحالية هي كيف نخدم بيئتنا بما يناسبنا لتسهيل حياة المستخدمين العرب». من جانبه، أشار الخبير التقني سعود الهواوي الى أن سرعة التحولات في سوق تطبيقات الهواتف الذكية طبيعي جدا والسبب في ذلك هو تطور الهواتف خلال السنوات الأخيرة، والتي لم تقتصر على المكالمات فحسب، بل أصبحت تقدم للمستخدم التواصل بشتى أنواعه، وخلقت تجربة العديد من التطبيقات التي تقدم خدمات متنوعة مثل الرسم ومتابعة الأعمال والشبكات الاجتماعية، وهذا ما يجعل التحول الذي نراه منطقيا جدا. وأضاف « أصبحت التطبيقات متنوعة من ناحية جمهور المستخدمين، فنجد أن قطاع الأعمال يحظى بكثير من التطبيقات التي توفر له ما ينهي أعماله ويتابعها وتقديم حلول تساعد على إنجاز المهام الخاصة به، أما في جيل الشباب فنجد العديد من التطبيقات الخاصة بالشبكات الاجتماعية والتواصل والدردشة و التقاط الصور والتعديل عليها، و أخيرا في جيل الأطفال، نجد أن الألعاب تأخذ حيزا كبيرا في هذا الجيل مع وجود تطبيقات مختصة في التعليم و التربية للأهالي». وتابع « تعلق المستخدمين بالتطبيقات تحول إلى إدمان مع الأسف، فالمستخدم أصبح لا يحب أن يفقد هاتفه أو يفقد التواصل مع العالم الخارجي ولذلك نجده دائما مرتبطا بتطبيقاته التي يستخدمها في هاتفه الذكي، ونجد أن الإدمان وصل للبعض بامتلاك أكثر من هاتف ودفع مبالغ طائلة لشراء التطبيقات، وخاصة فئة الأطفال فهم الآن وبكل أسف يندمجون مع التطبيقات والألعاب على هواتفهم وأجهزتهم اللوحية بشكل كبير وضار بنفس الوقت فالطفل يأخذ من وقته ساعات طويلة في اللعب بالجهاز وترك الألعاب التقليدية المفيدة له». وقال الهواوي إنه في حال كان أحد الهواتف لا يوفر تطبيقات خاصة فانه لن يصنف كهاتف ذكي ولذلك يفقد قيمته، فغياب التطبيقات والخدمات والتقنيات المتقدمة مثل التصوير العالي الجودة ووجود شاشة تعمل باللمس تجعل من الجهاز لا قيمة له نهائيا، ورغم ذلك لا زالت لهذه الفئة من الهواتف سوق كبير، ففي دول أفريقيا و جنوب شرق آسيا وبعض الدول العربية تكثر استخدام هذه الهواتف والتي أصنفها بالهواتف العادية، والسبب بكل بساطة ان غياب التقنيات المتقدمة و التطبيقات يجعل من قيمتها أقل بكثير من قيمة الهاتف الذكي، فبعض الهواتف العادية الجديدة نجدها في السوق لا تتعدى سعر 300 ريال أما الهواتف الذكية فهي تتراوح بين 1000 و3000 ريال والشيء نفسه ينطبق على الأجهزة اللوحية. وفي سياق متصل أوضحت دراسة أجرتها شركة « Apigee» المتخصصة في صنع الواجهات البرمجية للتطبيقات، أن 82 بالمائة ممن شملتهم الدراسة لا يستطيعون الاستغناء عن التطبيقات ولو ليوم واحد فقط. كما وأعترف 53 بالمائة ممن شملتهم الدراسة أنهم لا يستغنون عن تطبيقاتهم حتى أثناء قيادة سياراتهم، رغم العواقب التي قد تواجههم جراء ذلك. وأضافت الدراسة أن أكثر التطبيقات التي أكد هؤلاء المستخدمين حاجتهم لها هي تطبيقات تصفح البريد الإلكتروني بنسبة 57 بالمائة، يليها تطبيق “فيسبوك” بنسبة 41 بالمائة، يليهما تطبيق “المنبه” بنسبة 31 بالمائة.