العطالة هَمٌُ وطني وحمل ثقيل وقنبلة قابلة للانفجار في أي وقت ومعضلة الوقت الحالي وأُمثلها بالمرض الفتاك الذي يجب البحث بجدية عن علاجه والعطالة تعد من أخطر المشاكل التي تهدد استقرار وأمن وتماسك المجتمع. شبابنا لديهم شهادات جامعية وعليا ويملكون التأهيل ولديهم قدرات ذهنية يمكن توظيفها في خدمة الوطن بدلاً من هدر طاقاتهم المجمدة وإصابتهم بالإحباط. ما دعاني للكتابة عن هموم المُعطّلين هو تقرير نشرته وزارة الخدمة المدنية للعام المالي1433 ه ، عن وجود 155 ألفا و764 وظيفة شاغرة معظمها في سلم القضاء والادعاء العام وهيئة التدريس، إضافة إلى الصحة والتعليم والهيئات والصناديق والمؤسسات العامة التي لم تشغل، ووظائف الهندسة والحاسب الآلي، وحسب التقرير يشغل غير السعوديين 79 ألفا و30 وظيفة وغالبها بالوظائف الصحية والتدريس والتدريب. لا أُخفي عليكم أنه بعد اطلاعي على ذلك التقرير «اللي يفقع المرارة» زاد حنقي على تلك الوزارة التي كشفت عن ذلك التقرير ولسان حالي يقول : ليتها التزمت الصمت ولم تُعلن عن تلك الوظائف التي ستفتح 155 ألف منزل. من المخجل والمضحك في الوقت عينه أن التقرير أشار إلى عدم تجاوب بعض الجهات الحكومية مع الملاحظات الرقابية التي أبدتها الوزارة بشأن التجاوزات في تطبيق الأنظمة واللوائح والقرارات المكملة لها، وبما أن الوزارة مهتمة بالتوظيف فهي لا تستبعد قيامها بإحاطة هيئة الرقابة والتحقيق في المخالفات مستقبلاً، وتأملوا معي (مستقبلاً) يعني بعد سنة أو سنتين أو أكثر، لأن «من يده في الماء ليس كمن يده في النار!!». وزارتا الخدمة المدنية والعمل معنيتان بالتوظيف وحصر الشواغر وإعلانها والتأكد من مطابقة المتقدم لشروط الوظيفة ومتابعة الجهات الأخرى التي توجد لديها وظائف شاغرة ولم تلتزم بتوظيف المواطنين أو قامت بتوظيف أجانب في وظائف يمكن إحلالها بسعوديين وما أكثر الأجانب الذين يعملون في الوظائف الإدارية والسكرتارية في أجهزتنا الحكومية، لأن الأجنبي يقوم بما لا يقوم به السعودي من خدمات خاصة للمسئول. وزارة الخدمة تقاعست عن عدم الرفع لهيئة الرقابة والتحقيق عن تلك المخالفات وإحاطة ولي الأمر باسم تلك الجهات، ويجب أن تنال العقوبة اللازمة. قد أتفق مع الوزارة فيما أشارت إليه من عدم وجود خطة شاملة للسعودة في الأجهزة الحكومية، ونقص البيانات التفصيلية الواردة من الأجهزة الحكومية خاصة فيما يتعلق بالقوى العاملة، لكن لا أتفق معها في استمرار شغور تلك الوظائف وشبابنا وبناتنا مؤهلون ومُعطلون بأمر من الوزارة تشترك معها وزارة التخطيط التي تغط في سبات عميق وتخطط في الأحلام. أتمنى على هيئة الرقابة والتحقيق التدخل عاجلاً من خلال التحقق والتحقيق مع تلك الجهات التي تعمل بها أعداد كبيرة من الأجانب، وأولادنا وبناتنا مُعطلون. تويتر : @ MYALSHAHRANI