كشف المشاركون في ندوة «التجارة الإلكترونية « التي نظمتها غرفة الشرقية بمقرها الأحد الماضي أن الفرص ما زالت متاحة لدخول العديد من الشباب إلى سوق التجارة الإلكترونية في المملكة، مشيرين الى أن السوق ما زال متعطشا لمزيد من المتاجر والخدمات التي يمكن تقديمها للمستهلكين، كون سوق التجزئة الإلكتروني لم يتعد في قيمته ال 1 بالمائة من إجمالي تجارة التجزئة بالمملكة. وشارك في الندوة كل من سعد الخضيري مؤسس شبكة أبو نواف، ومازن الضراب المدير التنفيذي لشركة بحر التجارة الالكترونية، ونضال الحطامي المدير التنفيذي لشركة مدينة تقنية المعلومات. وقال مازن الضراب المدير التنفيذي في شركة بحر التجارة الالكترونية إن الفرصة التي يجب أن يستغلها أصحاب المتاجر الإلكترونية تكمن في سد الفجوات الكامنة في الأسواق التقليدية وتوفير المنتجات والخدمات التي لم تقدم أو يصعب تقديمها، بالإضافة إلى أن هناك ثلاث طرق للدخول للتجارة الإلكترونية إما عبر بداية المشروع التجاري من الصفر إلكترونيا أو استخدامها للتوسع أو كوسيلة مكملة لدعم التجارة التقليدية، حيث إن تكلفة إنشاء مشروع تجاري إلكتروني ناجح قد لا تتجاوز 10 بالمائة من تكلفة المشروع على أرض الواقع في السوق التقليدي. هناك فئة يمكن أن أطلق عليهم «القناصة» يقومون بالتجارة بطريقتهم الخاصة عبر شراء وبيع النطاقات أو أسماء المواقع. وأشار الضراب إلى أنه ليس بالضرورة الدخول للتجارة الإلكترونية كبائع أو صاحب متجر إلكتروني بل الوقت الآن مناسب للدخول كمزود أو داعم للبنية التحتية للتجارة الإلكترونية عبر أفكار جديدة تساهم في تسهيل عملياتها مثل تقديم خدمات العنونة أو آليات الدفع الجديدة أو مقدم لخدمات الشحن والإيصال والخدمات اللوجستية. وبالنسبة للمخاطر، قال إن العائد من التجارة الإلكترونية الناجحة يكون بنفس نسبة المخاطرة «الريسك رزق»، ففي بداية أي مشروع أو تجارة دائما ما تكون المخاطرة موجودة لكنها تتحول من مخاطرة إلى فرصة للحصول على أعظم ميزة تنافسية وهي ميزة البدء في هذا المجال وصناعة السوق، فسوق التجارة الإلكترونية إلى الآن ما زال يبنى. وقال سعد الخضيري مؤسس شبكة ابو نواف إن التجارة الإلكترونية لا تعترف بوقت أو انتهاء الفرص بل إن الفرص ما زالت سانحة للجميع، وأنها لا تقتصر على خدمات البيع والشراء عبر الإنترنت فحسب بل هناك مجالات عديدة يمكن الاستفادة منها مثل تقديم خدمات الدعم الفني عبر الإنترنت سواء كان لأجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو حتى خدمات التصميم والتطوير وإدارة المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى الخدمات التعليمية فهناك الكثير من القنوات على موقع اليوتيوب تقدم دروسا مختلفة في جميع المجالات كتعليم اللغات أو المهارات البرمجية تكسب مردودا ماديا من خلال عدد مرات مشاهدات الفيديو. وتابع «هناك فئة يمكن أن أطلق عليهم «القناصة» يقومون بالتجارة بطريقتهم الخاصة عبر شراء وبيع النطاقات أو أسماء المواقع، حيث أن أي شركة في حالة بحثها عن اسم نطاق معين تبدأ بالبحث عنه فستجده مستخدما أو محجوزا، والتي بدورها تعرض مبالغ كبيرة مقابل الحصول على هذا النطاق، كما أن هناك فرصا للمتخصصين في التصميم والتطوير فهناك مواقع تخدم المصممين والمطورين عبر تسويق تصاميم المواقع أو البرامج فأي عملية بيع تتم يقوم الموقع بأخذ عمولة على عملية البيع، وأن أنواع الكسب المادي عبر التجارة الإلكترونية متطورة وستتطور مع تطور التقنية». وأشار الخضيري إلى بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار في حالة التفكير بالتجارة الإلكترونية ومزاولتها مثل مدى شرعية هذه التجارة أو سبل التسويق والإعلان للمنتج كون أن بعض الإعلانات لا تكون متوافقة مع شريعتنا، كما حذر عمليات النصب التي وصفها بأنها «رخيصة جدا» والتي تتم عبر بعض الشركات التي تطلب من المستخدم أن يقوم بتحميل برنامج معين وتشغيله وتصفحه لمدة زمنية معينة وتعده بدفع مردود مادي مقابل عملية تنصيب البرنامج وتصفحه. وقال إن هناك أوهاما ما زالت تتراءى في أذهان المستخدمين حول الكسب عن طريق التقنية يعتبر سهلا، فالتجارة تحتاج إلى مهارات في التسويق، لكن الأوهام التي يتم تسويقها للمستخدمين بشكل كبير تتركز في جملتين «يمكنك أن تصبح غنيا بسرعة» و»إنشاء المشاريع على الإنترنت مجاني بالكامل» فلا توجد هناك تجارة في العالم تكسبك المردود المادي دون صرف مال أو جهد فهناك مصروفات لإنشاء الموقع وتطويره أو حجز اسم النطاق، لكنها قد تكون أقل تكلفة من المشاريع الأخرى. وأكد نضال الحطامي المدير التنفيذي لشركة مدينة تقنية المعلومات والمتخصص في التسويق الإلكتروني أن التوجه التسويقي الجديد للمنتجات يتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها، وكيفية استغلالها في التسويق للمنتج سواء عبر الفيديو أو الصور أو أي نوع من الوسائط، لأنها أصبحت السبيل الأفضل للوصول إلى أكبر شريحة من المستخدمين، كونها تحولت إلى عادة دائمة عندهم حيث إن واحدا من كل ست أشخاص يستخدمها. وأشار الحطامي إلى أنه من العوامل التي أسهمت أيضا في استخدام الشبكات الاجتماعية كأدوات تسويق إلكتروني أنها توفر المحتوى التسويقي على مدار الساعة، إضافة إلى أنها سهلت التواصل بين المستهلكين والتاجر الإلكتروني.