تواصلت عمليات فرز الأصوات في الانتخابات العامة في كينيا صباح الثلاثاء، وقد أظهرت النتائج الأولية لعمليات الفرز تقدم نائب رئيس الوزراء أوهورو كينياتا أمام منافسه، رئيس الوزراء رايلا أودينجا، والانتخابات العامة والرئاسية التي جرت الاثنين هي الأولى منذ الاشتباكات العرقية التي وقعت في ديسمبر 2007، التي قتل فيها أكثر من ألف شخص، كما شرد مئات الآلاف. وقبل حوالي خمس سنوات، اندلعت الاشتباكات في كينيا صاحبة أقوى اقتصاد في شرق افريقيا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 43 مليون نسمة بعدما قال أودينجا الذي يترشح للرئاسة للمرة الثالثة، وربما الاخيرة: إنه تعرض للخداع على يد رئيس البلاد الحالي مواي كيباكي الذي سيغادر منصبه قريبا بعد أن يكمل ولايتين رئاسيتين. وكان كينياتا ومرشح لمنصب نائب الرئيس وليام روتو بين أربعة أشخاص وجهت إليهم المحكمة الجنائية الدولية اتهامات لما يتردد حول دورهم في حمامات الدم التي أعقبت انتخابات 2007-2008. وحذرت الدول الغربية من عواقب انتخاب من تشتبه فيه المحكمة الجنائية الدولية في ارتكاب جرائم حرب. ولقي 15 شخصا على الاقل حتفهم في هجومين بالمناجل شنهما أفراد مسلحون في منطقة ساحلية مضطربة قبل ساعات من بدء التصويت، واتهم ضباط كبار في الشرطة حركة انفصالية هي مجلس مومباسا الجمهوري بارتكاب الهجومين ولمحوا الى وجود دوافع تختلف عن جرائم القتل العرقي التي حدثت بعد انتخابات عام 2007، لكن مجلس مومباسا الجمهوري نفى تورطه في أي هجوم، وبعد فرز حوالي ثلث الأصوات أظهرت النتائج الأولية حصول كينياتا على 54 بالمائة من أصوات الناخبين ، وأودينجا 41 بالمائة، في حين تخلف ستة مرشحين آخرين في الأصوات بفارق واسع، وحذر محللون من أن معظم التقارير في هذا الشأن قادمة من معاقل كينياتا. وتراقب الولاياتالمتحدة والجهات الغربية المانحة الانتخابات الكينية عن كثب لقلقها بشأن الاستقرار في بلد ينظر له على أنه حليف اقليمي في المعركة ضد متشددين إسلاميين. ومدد العديد من مراكز الاقتراع ساعات التصويت بسبب حالات تأخير ومشكلات لوجستية وتقنية والطوابير الطويلة للناخبين، التي امتدت في بعض الحالات إلى مئات الأمتار، وتحلى الناخبون بالصبر، وقال مسؤولون : هناك 14.3 مليون ناخب يحق لهم التصويت، لكن إقبال الناخبين كان أعلى من معدل الإقبال المسجل عام 2007 الذي بلغ 70 بالمائة، وسيكون الاختبار الحقيقي هو ما اذا كانت النتيجة النهائية عند إعلانها ستحظى بالقبول أم ستكون محل نزاع وما اذا كان المرشحون أو أنصارهم سينطلقون الى الشوارع أم يلجأون للمحكمة للطعن في النتيجة. وتراقب الولاياتالمتحدة والجهات الغربية المانحة الانتخابات الكينية عن كثب لقلقها بشأن الاستقرار في بلد ينظر له على أنه حليف اقليمي في المعركة ضد متشددين اسلاميين. كما أنها قلقة بشأن كيفية التصرف في حالة فوز كينياتا لانه يواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بأعمال العنف التي شهدتها البلاد قبل خمس سنوات، ولتحقيق فوز من الجولة الأولى يحتاج المرشح الى أكثر من 50 بالمائة من الأصوات التي تم الادلاء بها وألا تجرى جولة إعادة بين المرشحين والتي تم تحديدها بصفة مبدئية في أبريل ويتوقف هذا على أي طعون قضائية في النتيجة. وأظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات احتدام المنافسة بين أودينجا وكينياتا، وأصدر حزب أودينجا - الذي أثار تساؤلات بشأن الاستعدادات الخاصة بالانتخابات قبل الاثنين - بيانات تشير الى احتمال طعنه في النتيجة، وفي محاولة لمنع تكرار التنازع على نتيجة الانتخابات التي أشعلت العنف بعد انتخابات ديسمبر عام 2007 تتولى لجنة انتخابية جديدة تلقى احتراما على نطاق واسع الاشراف وتستخدم التكنولوجيا المتقدمة لمنع التلاعب والاسراع بفرز الاصوات وزيادة الشفافية.