يمكن القول ان إيران كانت اكثر الدول اهتماما بالثورة التونسية وسرعة سقوط الرئيس التونسي في 14 يناير 2011م وذلك لعده أسباب موضوعية وذاتية أهمها ان الثورة التونسية فتحت عدة ابواب امام ايران بدلا من الباب الواحد السابق والذي كان يتمثل في الباب الرسمي. كما ان احد اسباب الابتهاج الايراني هو ان السياسة الإيرانية ومنذ 1979م جعلت مبدأ تصدير الثورة هدفا حيويا ومصيريا سواء على البعد العقائدي أو البعد المتعلق بمصلحة النظام ووضع له إستراتيجية خاصة لها ، وسياسات تستند إلى امكانات وطاقات لتنفيذها ،وبالتالي أصبح تصدير الثورة وسيلة وغاية لكسب المناصرين لإيران ومواجهة التحديات الخارجية وإضفاء الشرعية عليها ، فطالما آمنت إيران بأن حدود الدولة الإسلامية تتجاوز حدودها السياسية كدولة قومية. كان اول موقف رسمي تجاه الاحداث في تونس تصريح الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بقوله «ما يهمّنا جميعا هو تحقّق إرادة الشعب التونسي في أحسن الظروف على اعتبار أنّ تونس يمكنها أن تؤدّي دورا هاما في العالم الإسلامي مستقبلا « تلاه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتعليقه « اسقط الشعب التونسي الديكتاتورية بشعارات إسلامية مطالبة بالعدالة « ، وفي 4 من فبراير 2011، قال مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية في خطبة الجمعة «إن المحرك الأساس للثورة التونسية هو إحساس الناس الشديد بالظلم وبالإهانة وليس ما يروّجه البعض انها تعود لأسباب اقتصاديه «وبحدوث الثورة التونسية تحقّقت توقّعات الإمام الخميني التي أعلنها قبل سنوات طويلة» وكم أسعدنا في ايران ذهاب الطالبات التونسيات بحجابهنّ إلى الجامعات بعد الحرمان» اما موقف وزارة الخارجية الايرانية فقد جاء على لسان وزير الخارجيّة الإيراني علي أكبر صالحي بقوله «إنّ عصر تحكّم الإدارة الأميركية في المنطقة وهندستها قد انتهى». أما أخطر التصريحات الايرانية فقد جاء على لسان قائد «فيلق القدس في الحرس الثوري العميد قاسم سليماني خلال ندوة «الشباب والصحوة الإسلامية» والتى نظمت بإيران في 18 يناير 2012م والذي تحدث عن نتائج الثورة التونسية وألمح إلى إمكانية تحريك الموقف في بعض الدول العربية إذا تطلب الأمر ذلك، حيث أشار إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها التحكم في هذه الثوراتولم يقتصر الترحيب بالثورة التونسية على المواقف الحكومية الرسمية بل تعداه للمعارضة الداخلية حيث ذهب الزعيم الإصلاحي ورئيس الوزراء الاسبق مير حسين موسوي بعيدا بقوله «إنّ احتجاجات الشعب الإيراني على نتائج الانتخابات قبل حوالي سنة ونصف هي التي ألهمت الشعب التونسي ثم ذّكر التوانسة باستدعاء لحظة استقلال تونس عام 1956 تحت قيادة الحبيب بورقيبة الذي قال حينئذ : «إننا مدينون بهذا الاستقلال للزعيم الوطني الايراني محمد مصدق» وفي سياق المقارنة بين الثورتين التونسيةوالإيرانية رأى أبو الحسن بني صدر أن الحركة التونسية أكثر اكتمالا وانسجاما مع شروط الحركة الثورية الناجحة ومن أهم هذه الشروط عمل هذه الحركة من خارج بنية النظام الحاكم، واعتمادها على قدراتها الذاتية. مؤكدا ان جمود الرئيس السابق بن علي وعدم تفاعله مع مطالب الحركة الاحتجاجية كان معجّلا بنّجاح الثورة أيضا. ويؤمن بني صدر أنّ الحركة الشّعبية الإيرانيّة أخطأت عندما فهمت أنّ صمود النّظام وعدم استجابته للشّارع دليل على قوّته، ممّا دفعها إلى التراجع واظهارها في موقف المستسلم للأساليب القمعيّة التي استخدمها النظام الايراني. اما اخطر التصريحات الايرانية فقد جاء على لسان قائد «فيلق القدس في الحرس الثوري العميد قاسم سليماني خلال ندوة «الشباب والصحوة الإسلامية» والتى نظمت بإيران في 18 يناير 2012م والذي تحدث عن نتائج الثورة التونسية وألمح إلى إمكانية تحريك الموقف في بعض الدول العربية إذا تطلب الأمر ذلك، حيث أشار إلى أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها التحكم في هذه الثورات لتوجيهها نحو العدو» وأن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك بغية مكافحة الاستكبار». abdulahalshamri@